“شارلي” لم تدöنú نفسها وحسب.!!

خالدالصرابي

 - 

عندما أقدمت صحيفة "شارلي ايبدوا" الفرنسية على نشر رسومات صارخة في الإساءة بحق الإسلام ورسوله الأعظم "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم. لم تكن لمجرد الترف أك

عندما أقدمت صحيفة “شارلي ايبدوا” الفرنسية على نشر رسومات صارخة في الإساءة بحق الإسلام ورسوله الأعظم “محمد” صلى الله عليه وآله وسلم. لم تكن لمجرد الترف أكثر منها عنوة في إثارة الغريزة الإسلامية لدى المسلمين. لكن حسبتها فيما حدث كان خاطئا فلا شك راودها شعور الاكتفاء العربي بالتنديد , والمسيرات المعبرة عن الرفض الكامل لتلك التصرفات التي تعود في الأساس إلى جزئية الأخلاق في ذلك الفكر العاجز عن مستوى التعبير الحقيقي.
وسط تلك المدينة “باريس” المفعمة بالاحتواء بدرجة لا يعتقد بأنها قد تكون واحدة من الدول العربية في إمكانية ظهور – جماعات التطرف الاسلامي- كما تختار هي دون الارتباط بإتاحة الفرصة..
صدمة عالمية لا شك كانت مروعة بأن تتمكن الجماعات الإسلامية من ردة فعل خلال فترة زمنية تعد وجيزة من تاريخ نشر الرسومات المسيئة في حق من اصطفاه الله عن سائر مخلوقاته” محمد” ..دول الغرب في غنى عن تلك المشاكل المنجاة بسبب تكرار حملات الإساءة ضد العرب والدين الإسلامي لكن غريزة الكره لدى البعض منها تمنعها عن التوقف لما تعتقده نشاط حتمي عليها القيام به حتى وإن كانت مدركة لما يدور من تناحر في الوطن العربي لم تكتف بمحل الفرجة , وهاجمت الوكر الإسلامي المتجلد كدعوة منها ليفرغ شحنته العقائدية وسط أجمل مدن العالم ” باريس”.
القائمون على تحرير صحيفة – شارلي ايبدوا- أصروا على معاودة الكرة وسط تشديدات أمنية يعتقد من خلالها بأن قيادات – الجماعات الإسلامية- بسطحية مفرطة من الفكر حتى تدفعها الغيرة للوقوع في الفخ المنتظر ليس في باريس وحسب بل وفي العالم الغربي اجمع .نقطة الاعتداء التي أقدمت عليها “القاعدة” حسب التبني المعلن من قبل جماعتها ومحاولة ترهيب طاقم العمل في “شارلي ايبدو” قد تولد حالة من الهلع وسط الشارع الغربي وخاصة المدن الفرنسية لكن نتائجها العكسية ستكون اشد وزرا على الشعوب العربية إذ ستشكل هذه الحادثة فجوة – بحيرة الماء العكر- وسط تسهيلات الصيد الغربي من أطرافها والأعماق الشيء الذي قد يساعد في تشكيل وحدة عربية شاملة تلعب العقيدة الدينية فيها دور البطل المنتقم لمرجعيته الأساسية .شارلي لم تدين نفسها كصحيفة عرفت في الوسط الغربي باعتماد تناولها للمواضيع بشكل ساخر , وحسب بل ستنعكس إدانتها على عقول أخرى بات تعصبها يخطو نحو تحويل القضية إلى صراع – ديني عقائدي- ستكون الأقليات المسلمة في دول الغرب أكثر عرضة لنتائج لا شك ستستغل من قبل أعداء الإسلام الحقيقيين كورقة تعتبر من منظورهم أكثر ربحا..
الكثير من الصحف العربية التي أغلب هيئات التحرير فيها من الديانات المسلمة استنكرت وبشدة هذه الجريمة من جانب -إنساني , وديني- يعرف الجميع بأن “دين الإسلام” ينهي ويحرم ممارسات هذا النوع من السلوك الذي يتنافى مع قيمه وأخلاقه . لكن إصرار هيئة تحرير “شارلي ايبدوا” على مواصلة هذا النوع من الإساءة حتما يفقدها حجم التعاطف العربي , والإسلامي , وحتى الغربي المسالم والمعتدل من مختلف الديانات الأخرى. في خطوط المواجهات الأمامية لا يزال أغلب المسلمين بعيدين عن مسافة هذا العداء الذي بات يطرق الأبواب كون الجماعات المتطرفة لا تمثلهم في كل الأحوال هذا بوصف “الإرهاب ” لا يفرق بين أحد من مختلف الديانات واستهدافه للجميع..

قد يعجبك ايضا