ظهور وتطور تنظيم الدولة الكبرى

أ.د.عمر عثمان العمودي


 - المشكلة والمعضلة الكبرى التي تواجه الدارس والمحلل السياسي الموضوعي والمتسامح النزعة في الحديث عن الموضوعات السياسية والدينية المتعددة القوى والمذاهب والطوائف والأجند
المشكلة والمعضلة الكبرى التي تواجه الدارس والمحلل السياسي الموضوعي والمتسامح النزعة في الحديث عن الموضوعات السياسية والدينية المتعددة القوى والمذاهب والطوائف والأجندات هي أنه لا يستطيع أن يرضي أحدا منها ولأن كل طرف له رؤيته الخاصة وما يقوله عن نفسه ومفاهيمه وأدبياته وأهدافه هي عكس ما يقوله عنه أعداؤه تماما وحتى من ينتقد ويحدد ما يراه من المحاسن أو يراه من المساوئ إيجابيا و سلبيا لا يخلو من التميز النسبي لطرف على حساب طرف آخر, وهذا ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام وما يدور حوله من جدل ونقاش طويل وإن كان الرأي الغالب الإقليمي والدولي يذهب إلى إدانته ووصفه بالإرهاب أسوة بأصله العام, تنظيم القاعدة الإسلامي الذي أقحم الإسلام والمسلمين في صراعات مع دول وشعوب وديانات وثقافات عديدة في غير محلها وفي غير وقتها مما ألحق و يلحق بالإسلام و أمة الإسلام الكثير من الأضرار التي تؤثر سلبا على سماحة وسلمية الدعوة الإسلامية السامية المقاصد والأهداف العالمية الشكل والجوهر والمضمون والتي هي في الأصل والأساس رحمة وهدى ونورا لكل البشر والتطرف والتشدد في فهم النصوص الإسلامية وأساليب تطبيقها في الداخل ومع الخارج يفتح المجال لأعداء الإسلام وخصوصا القوى الصهيونية وساسة الاستعمار الجديد لتشويه صورة الإسلام وأهله والتحرك ضدهم باسم الدفاع عن حقوق وحريات الإنسان ومنطق العصر في الظاهر ومن أجل تمزيق واستغلال ديار وبلدان واستغلال ونهب مواردها ووفقا لخطط وأساليب ومبررات معدة سلفا وتنفذ عملا بواسطة المسلمين ودماء المسلمين وأموال المسلمين.
ظهور وتطور تنظيم الدولة الإسلامية
ظهرت القيادات والعناصر الأولى لتنظيم القاعدة الإسلامي وذو التوجه العالمي في العراق في أعتاب الغزو الأمريكي العسكري والسياسي والإداري للعراق عام2003م بدعوى أو تحت شعار مقاومة المحتل الأمريكي للعراق وللقوى السياسية الموالية له وأغلبها من الشيعة و وجد تنظيم القاعدة بيئة ملائمة له من العناصر العراقية وأكثرها من السنة التي شعرت بالظلم والتهميش لها ولمناطقها في الموصل والأنبار ونفذ تنظيم القاعدة العديد من العمليات العسكرية في داخل العراق بواسطة الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها من الأساليب والأدوات القتالية التي اكتسبتها عناصره من حرب أفغانستان ومن حرب البوسنة والهرسك وعرف الزرقاوي الأردني الأصل كأحد أهم قيادات التنظيم في ذلك الوقت ولم تستطع أمريكا والحكم العراقي الموالي لها أن تنتصر على هذا التنظيم حتى بعد مقتل الزرقاوي ومنذ عام 2006م تعرض التنظيم لعدة نكسات نتيجة إلى وقوف زعماء العشائر وأنصارهم إلى جانب أمريكا وحلفائها تحت مسمى تنظيمات الصحوة وبعد أن حصلوا على المال والسلاح من الجانب الأمريكي وبهدف الدفاع عن مصالحهم ووجودهم ضد تنظيم القاعدة المهدد لها.
ولمدة تصل إلى أربعة أعوام تضاءلت قدرات تنظيم القاعدة في العراق و إن ظل وجوده قائما ومستمرا يظهر ويختفي ويضرب ويهرب وفقا لأساليب حرب العصابات وتقنياتها وتكتيكاتها التي يجيدها ويتقنها وبحسب الظروف المتاحة له.
وعندما قامت ثورة الربيع السوري عام2011م انتقلت أعداد كبيرة من عناصره إلى سوريا لفتح جبهة جديدة لهم وساعدهم على ذلك وجود قوى محلية سورية سياسية وعسكرية معارضة لبقاء الحكم السوري الشمولي البعثي والأسري في هذه البلاد وساعدهم أكثر وأكثر وجود قوى سياسية رسمية إقليمية ودولية وباهتمام وعناية أمريكية تريد إسقاط النظام السوري وتتعهد سرا وعلنا بتمويل وتسليح ومساعدة كل من يضع نفسه في خدمتها وهكذا ظهر في سوريا ما سمي بجبهة النصرة المقاتلة الإسلامية السلفية ونجحت في ميدان القتال المناهض للحكم السوري أكثر من غيرها من التنظيمات والقوى السورية المعارضة والمسلحة الأخرى مثل الجيش السوري الحر وجبهة الائتلاف الوطني وغيرها وبعد أن تنامت قوة جبهة النصرة تفرع عنها منذ عام 2012م ما سمي بتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) بقيادة أبي بكر البغدادي وقد تميزت بقوتها وجبروتها الخاص عن تنظيم القاعدة الأم وعن جبهة النصرة التي دخلت معها في العديد من المعارك كان أغلبها لصالح داعش .

قد يعجبك ايضا