حسن مشراح …
عبدالرحمن بجاش
تلك كانت من أيام الجمال الإنساني , حين كنا وكانوا نحرص ويحرصون على أن يحجوا إلى المبنى القديم لوزارة الإعلام , حيث أسس عبدالله أميربيئة حاضنة لكل صاحب كلمة أن يأتي صباحا إلى إدارة العلاقات العامة , حيث يلتقي الجميع بالجميع , أتذكر الآن فقط وبفضل فوزي العريقي وجها نحيلا متقدا بالبشرى (( أحمد العليمي )) القادم إليها من رحم السبعين يوما صاحب العمل الجميل الذي تأخر في الصدور كثيرا روايته (( الجماجم تحطم الرصاص)) رحمه الله , وفي إدارة العلاقات العامة أيام أسس للتعارف بين كثيرين من أصحاب الألق , أين عبدالله قاضي ¿ أين فيصل العواضي ¿ أين محمد علي الشامي ¿ رحم الله اسماعيل الوريث , ومحمد علي قاسم أحد المخفيين قسريا , ومنبه ذمران رحمه الله , وراجح الجبوبي شفاه الله , وأحمد الديلمي , وتطول القائمة أكثر لو عرجت على معالم المبنى القديم للإعلام من يحيى الشلال, إلى إبراهيم عبدالحبيب , إلى أحمد ثابت الزريقي , ولفترة من الوقت ورث زميلنا المرحوم عبدالملك السندي دور عبدالله أمير فظلت العلاقات العامة بعنوانها محمد حنظل , محطة لقاء حتى تغيرت الأحوال , ليرث الجميع زميلنا الأثير صديق الجميع صاحب الابتسامة الدائمة برغم كل الطفر حسن مشراح الذي كرر وجوده لوقت طويل أيام أستاذنا الزرقة فكان يأتي إلى (( الثورة )) عصرا كمحرر في الأخبار , في المبنى القديم لوزارة الإعلام والذي تميزت عن غيري من الأحبة أنني طلبت من زميلي فؤاد الحرازي أن يلتقط بعدسته ما أستطاع من ذلك المبنى قبل أن تنقل الوزارة إلى مبناها الجديد الذي ليس لي به علاقة روحية كذلك الذي كان من أهم عناوينه عبدالله صاحب البوفية الذي انتقل إلى الجهة الأخرى ولا يزال يقاوم صدأ الأيام وذحلها بابتسامة عبدالله الودودة , حسن مشراح صار عنوان نحج إليه يوميا , فإذا بحثت عن المساح تجده هناك , وإذا استفسرت عن شيخنا أحمد قاسم دماج لن تجد أخباره إلا عند حسن , وإذا (( خرمت )) لسيجارة , فستجد أعقابها الكثيرة في أحد أدراج حسن , وان بحثت عن ابتسامة ودودة تجلي تعبك وهمك فاذهب إلى حسن , وحسن أحد عناوين الزمن الجميل الخاص بنا , ولن ننساه إلا إذا نسينا المساح ودماج , وكل عناوين النبل من إبراهيم عبدالحبيب وأسماء أخرى كثيرة ليس آخرها أحمد الراعي عنوان عناوين وزارة الإعلام في مبناها السابق من أحتوى جموحنا وطيبتنا وذكريات جميلة لسنوات , ليس الإنسان هو البطل دوما , بل أن المكان يظل البطل معظم الوقت ….ويا حسن مشراح أن لك في اسمك نصيب , ولنا النصيب الأكبر …فقط أخشى أن تكون قد تقاعدت , فإن تقاعدت بالفعل ستظل عامرا مداوما في نفوس كثيرة طيبة وعالية …….