((مش ناقصين وجع قلب)) !!

عبدالرحمن بجاش


 - 
قالتها تلك الفتاة من على شاشة الفضائية المحلية وبمرارة (( يكفي ملي سياسة وتناحر , خلونا نعيش الله لا خلاكم تعيشوا )) , أحسست بقلبي ينفطر .....التقيتة ذلك

قالتها تلك الفتاة من على شاشة الفضائية المحلية وبمرارة (( يكفي ملي سياسة وتناحر , خلونا نعيش الله لا خلاكم تعيشوا )) , أحسست بقلبي ينفطر …..التقيتة ذلك الضابط الذي يحمل دبلوم أحمر من الاتحاد السوفيتي , قلت : كيف ¿- وصلنا إلى نهاية الديمقراطية , قلت مرة أخرى : كيف ¿ قالها ضاحكا وهو يشير إلى الشارع (( نحكم أنفسنا بأنفسنا )) , تركني وذهب إلى وسط الجولة الصغيرة , رحت ارقبه, كان ينظم مرور السيارات , والسائقين يرفعون له أيديهم بالتحية !! , هو أحد أكفأ الضباط ومن القلة من الذين يحملون ((دبلوم أحمر)) دليل تفوقهم , رمي به إلى الشارع , وحين ذهب يومها إلى دائرة شؤون الأفراد , قيل له : مرتبك في النفط !! , قال له زميله يومها , من اللحظة أنسى الدبلوم الأحمر وانك ضابط من أصله !!وبالفعل نسي… . الآن كيف يستقيم الأمر من الوجهة الأخرى حيث صرنا , أي حاجة , أي شيئ , كرة شراب في ملعب ترابي , ممسحه , لا شيئ مرة أخرى , وهم يتحدثون باسمنا رغما عنا , وتخيل الأمر أن تذهب إلى محكمة فتجد في قاعتها من يرافع عنك غصبا عنك , وعندما تقول له : أنا لم أوكلك , يرد عليك : سأتحدث باسمك غصبا عنك , هل تتذكرون حكاية ابن صنعاء حين ذهب يطلب من أحد الكتبة أن يكتب له البرقية , فقرأها عليه , فإذا به يبكي بكاء مرا وبلا حدود , دفع الكاتب ليقول له : يا رحمتاه مالك ¿ – لم أكن أعرف أنني مظلوم إلى هذا الحد , قالها الكاتب : – وهو حالنا – , حتى أنا استغربت من أين أديت الكلام ومن أين جت لي القدرة على كتابة ما كتبت !!! , الآن هذا هو حالنا : مظلومون ولا ندري , يتحدثون باسمنا رغما عنا !! , ونحن نكرر السؤال : من نحن ¿ ونسأل المتحدثين : على من تتكلموا ¿ يكون الجواب : عنكم , باسمكم , عن مستقبلكم أنتم المظلومين , وعندما تقول لهم : طيب هذا شأننا ونحن أعلم منكم , يكون الجواب : لا…. نحن أدرى وأعلم وغصبا عنكم , يتدخل قاضي المحكمة يسألهم : صحيح كيف تتحدثون باسم من لم يوكلكم , يكون الجواب : غصبا عنهم سنتحدث باسمهم وأنت ستحكم مثلما نشتي وهو سيدفع الأجرة غصبا عنه , يكبر الوجع إلى حد الفجيعة حين تكتشف كم أنت مغيب , لا وجود لك , وهم يوكلون أنفسهم نيابة عنك ,غصبا عنك !!! , هي معادلة المبكي المضحك , وشر البلادة – مش البلاء – ما يضحك , وفي هذه البلاد كم هي المضحكات المبكيات , حتى النكات التي يتفتق عنها ذهن اليمني هذه الأيام , هي من نوع المضحك المبكي , يظل صوت تلك الفتاة ((مش ناقصين وجع قلب )) يدوي في الرأس , ويقبض الصدر , وضياع يفرض السؤال : من نحن ¿ أيش نحن ¿ …………..

قد يعجبك ايضا