حجة.. قلعة الأحرار.. وتضاريس الجمال

إعداد/ محمد محمد العرشي


إعداد/ محمد محمد العرشي –
“فلتشهد عيون كل الأحياء وأرواح كل الموتى أننا في اليمن المتخلف المقهور سنظل رغم أحزاننا الكبيرة والكثيرة – بل بفضل هذه الأحزان – سنظل نحفر في الظلام ونقرع الأجراس حتى مطلع الفجر.” عبدالعزيز المقالح 19 سبتمبر 1972م من كتاب “رسالة إلى سيف بن ذي يزن”…
أخي القارئ الكريم.. لم أكن أتصور أنني أكتب عن شهيد الحرية والسلم الإجتماعي في اليمن الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الذي لقي ربه شهيدا بعد أن جاهد طوال حياته ليغرس قيم المحبة والمودة والأمل في قلوب جميع أبناء اليمن في الشمال والجنوب والشرق والغرب وأسس مدرسة سياسية اجتماعية يجب ان تكون مرجعا لدارسي تاريخ اليمن الحديث وقد أجمع كل محبيه من جميع مكونات المجتمع اليمني العلماء والأدباء والسياسيين والأغنياء والفقراء والحرفيين وجميع أفراد السلك الدبلوماسي أجمعت كل هذه الفئات على حبه واحترامه وأنه تماها في حب اليمن وكان يحلم بأن تكون اليمن نموذجا للدولة الديمقراطية المدنية وكان سلاحه لذلك القلم وغصن الزيتون.. وكان ثاني إثنين في اليمن ضحيا بنفسيهما لأجل النضال السلمي وتقدم اليمن وازدهاره الأول هو المرحوم القاضي محمد محمود الزبيري الذي اختار الجهاد السلمي في نضاله السياسي والذي سقط في برط شهيدا.. والثاني هو الدكتور محمد عبدالملك المتوكل…

وإن القارئ للسيرة العطرة للمجاهد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل سيجد أنه حاول مع العديد من السياسيين في الوطن العربي والعالم الإسلامي أن يؤسس مبدأ التقارب بين الأفكار القومية والإسلامية وقد حقق نجاحا كبيرا في هذا المضمار وتربطني بالشهيد محمد عبدالملك المتوكل ذكريات لا أنساها وأول معرفتي به في مدينة تعز بحضور والده المرحوم العلامة عبدالملك المتوكل في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين وعمري في ذلك الوقت لا يتجاوز عشر سنوات تقريبا أو أكثر وعمره في ذلك الوقت ما يقرب من سبعة عشر عاما أو أكثر وقد التقيت به مرة أخرى في عام 1965م في أحد فنادق القاهرة في حضور المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وقد سألني عن إسمي فأجبته: أنا محمد بن محمد عبدالله العرشي وأنا طالب في معهد البعوث الإسلامية وأنا ابن أخ المرحوم القاضي عبدالوهاب العرشي.. واستأنفت كلامي وقلت له: لقد عرفتكم في تعز في حضرة المرحوم والدكم عبدالملك المتوكل نائب الإمام في حجة قبل الثورة ومن خلال كلامي بداء المرحوم الشهيد محمد عبدالملك المتوكل يحكي لي عن العلاقة الوطيدة بين أسرتهم وأسرة آل العرشيوالتي تكرست في حجة وفي مسور حجة ولا سيما عن ذكرياته مع زميله المرحوم أحمد محمد بن الحسين العرشي وأخيه المرحوم أحمد بن عبدالملك المتوكل في الدراسة في المدرسة المتوسطة بحجة والتي كان يديرها المرحوم الزعيم الوطني أحمد محمد نعمان وكان من زملائه المرحوم القاضي أحمد محمد بن حسين العرشي وأديب اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز بن صالح المقالح–أطال الله عمره وبعد أن تخرجت من جامعة الأزهر والتحقت بالهيئة العامة للخدمة المدنية فوجئت بإلغاء الهيئة العامة للخدمة المدنية في عهد المرحوم فخامة رئيس مجلس القيادة إبراهيم بن محمد الحمدي ويقال أن صاحب الاقتراح هو الدكتور محمد المتوكل وقد طلب المرحوم إبراهيم الحمدي من اللجنة العليا للتصحيح أن تعطيه الدليل على أن الهيئة العامة للخدمة المدنية فاسدة وتستحق أن تلúغى وهنا وقفت اللجنة العليا للتصحيح حائرة وتبحث عن الدليل وقيل لها أن الذي يعرف عن فساد الهيئة العامة للخدمة المدنية محمد العرشي تم استدعائي إلى اللجنة العليا للتصحيح بحضور العديد من أعضاء اللجنة العليا للتصحيح وأذكر منهم المرحوم الشهيد محمد المتوكل والأستاذ محمد أحمد الرعدي أطال الله عمره والأستاذ عبدالله البركاني أطال الله عمره وبعض الخبراء الذين كانوا يعملون في الهيئة العامة للخدمة المدنية وبداء يسألون عن الفساد في الهيئة العامة للخدمة المدنية وقاموا بفتح المسجلة وقد قمت بسرد تاريخ الإدارة في اليمن من عهد الأتراك وعهد المرحوم الإمام يحيى وعهد المرحوم الإمام أحمد وفي عهد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأثبت أن الفساد قاسم مشترك بين هذه الفترات التاريخية المتلاحقة وفعلا أوقفوا التسجيل وقالوا ما هذا يا محمد إن ما سردته لا دخل له في موضوعنا ورديت عليهم هذا ما عندي والذي عنده غير هذا عليه أن يذكر ذلك.. ولقد أعجب الشهيد وأعضاء اللجنة العليا للتصحيح بموقفي ورشحني لأن أكون وكيلا للديوان العام لشئون الموظفين والأستاذ عمر الوصابي أطال الله عمره وكيلا لشئون الموظفين..وقبل أن يستشهد بشهر وجدته ماشيا في بداية شارع الزراعة وكان بجانبي في سيارتي زوجتي ووقفت وسلمت عليه وقلت له هذه زوجتي إبنة صديقكم المرحوم أحمد بن محمد حسين العرشي وبداء يترحم على عمي المرحوم القاضي أحمد محم

قد يعجبك ايضا