واحدية المعاناة واحدية الثورة
احمد الكاف
احمد الكاف –
لعل من المحطات المشرقة في حياتنا نحن اليمانيون وحدة المعاناة ووحدة الهموم والتطلعات والآمال وحدتنا معاناتنا في ظل الإمامة والاستعمار وكانت وحدة معاناتنا طريقنا نحو وحدة ثورتنا الخالدة سواء إبان ثورة 48م وحتى ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبرا لمباركتين وكما لم نعرف التمزق والتشرذم الاجتماعي والسياسي ظلت الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية أسمى هدف في حياتنا وكانت سبيلنا نحو التحرر من هيمنة الأئمة والجبروت المستعمر ومع سقوط الإمامة ورحيل المستعمر تطلعنا نحو تحقيق الوحدة اليمنية بيد أن الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة حالت بيننا وبين تحقيق احلامنا غير أن وحدتنا الوطنية ظلت راسخة رغم التشطير السياسي فقط والذي أدى الى مآس عديدة لأيام وليال حالكة السواد غير أن فجرا جديدا اشرق في حياتنا بميلاد الوحدة في الـ22من مايو 90م وطوينا صفحة الماضي ولم تدم فرحتنا طويلا نتيجة موروثات الماضي وتدخلات الغير ودفعنا الثمن باهضا وولجنا معاناة جديدة معاناة وطن وشعب وكما وحدتنا معاناتنا السابقة وحدتنا المعانات اللاحقة وتغلبنا على همومنا ومعاناتنا من أجل الوطن غير أننا لم نصبر طويلا وستطعنا تغيير واقع حالنا في ثورة التغيير السلمي في 11فيراير 2011م ورغم الخلاف والاختلاف الا أننا فضلنا الائتلاف لمواجهة المخاطر التي تواجهنا وعلى هدى التسوية السياسية بموجب المبادرة الخليجية تحاورنا واثمر حوارنا وثيقة تعد لبنة في بناء الدولة المدنية الحديثة غير أننا لم نحسن استغلال هذه الفرصة الثمينة خاصة وأننا نكرر نفس السيناريو السابق ونتأثر بمحيطنا الإقليمي دون الاستفادة من الماضي وهاهي أزماتنا تتكرر دون أن ندرك خطورتها المحدقة بنا جميعا وقد نتقاتل بالوكالة عن الغير اذا لم نداك حقيقة الامر وكما وحدتنا المعاناة توحدت ثورتنا التى نحتفي بعيدها الـ(52) الميمون لتوحدنا اليوم معاناة أخرى قد تكون سبيلنا نحو ترسيخ وحدتنا الوطنية من خلال ترسيخ ثقافة الحب والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والكراهية ونبني وحدة وطنية يمنية خالدة خلود الحياة.