الأمل كمصدر للفرحة
مأرب الورد
جاء عيد الأضحى هذا العام على غير العادة, حضرت المناسبة وغابت الفرحة,سلبت الأحداث التي عصفت باليمن مؤخرا ابتسامة العيد قبل حلوله,أصبح مجرد ذكرى لمناسبة جاءت في موعدها ليس إلا.
ثمة مواجع وفواجع داهمت الإنسان اليمني وجعلته أسير أحزانه فوق حمولته التي اعتادها كل عام,الأمر يتجاوز الشكاوى التقليدية في المناسبات والتي عادة ما تنحصر في ارتفاع أسعار الملابس والأضاحي إلى ما هو أبعد, من ذلك إن الإنسان نفسه يحتاج للخروج من صدمته جراء ما شهدته بلاده قبل أن يتفرغ للاحتفال بالعيد ومثيله.
هناك نازحون غادروا منازلهم خوفا من الموت ولم يتمكنوا من العودة لعدم استقرار الأوضاع وهناك آخرون فقدوا أحبة وأعزاء ولا تزال جراحهم غائرة تحتاج لوقت حتى تندمل وتعود البسمة إلى شفاههم,وبين هؤلاء خائفون من المستقبل في ظل الغموض الذي يلف المشهد برمته.
الأولويات تفرض حضورها وترتيبها في قائمة اهتمام الناس,الأمن أولا إذ لا يمكن أن يتطلع أحد أو يتجاوز حدود الأمن وهو يشعر بالخوف على حياته أو المستقبل عموما,إذا اطمأن وشعر بالأمان فإن طموحاته ستتوالى ولن تقف عند حد معين.
إن هذا الواقع وما استجد فيه من تطورات تثير المخاوف المشروعة على مستقبل البلاد وما ستؤول إليه الأمور مهما كانت لا يجب أن تدعو لليأس والإحباط وإن كانت المؤشرات الحالية مؤلمة.
في مثل هذه الأحداث يتمسك الناس بالأمل لتغيير واقعهم والتغلب على التحديات الموجودة, الأمل يبدد المخاوف ويطرد اليأس الأشد خطرا إذا سيطر على تفكير الناس وهيمن على سلوكهم.
إذا خسر الناس الأمل وثقتهم بربهم في تغيير حالهم تحولوا إلى محبطين مستسلمين للأمر الواقع وكأنه قدر لا مفر منه وليس دورة من دورات الحياة وسنة كونية لا تدوم على حال.
الأمل مصدر فرح وجواز عبور نحو المستقبل.