بقليل من الليل سأدهن باب البيت
عبدالمجيد التركي
ها هو الموت حر طليق بعد أن كان مقيدا بالأجل
يشتري الجريدة كل يوم ليقرأ صفحات التعازي
وأخبار الحوادث كأيö قاتل..
ما زالت علبة ألوانه مليئة
وفرشاته متعددة الأحجام
وأذرع أخطبوطية تطوöق الأرض..
وحين ينتهي من تلويث كلö شيء سيفكر أن يفلöي رأس الأرض
ويرسم للشمس جدائل
ويضغط القمر بداخل قالب مثلث فيبدو كالجبنة.
بقليل من الليل سأدهن باب البيت وأحنöي يدي كي لا يراها أحد
سأكتفي بأغنية مبتورة أرممها بيني وبين نفسي
وسأتقمص شخصية الملحöن الذي يدوزن شجاراته مع زوجته
ويحلم حسب ما تقتضيه النوتة.
الصاروخ الذي سقط بالقرب من شارع الأربعين كان يشبه الكمنجة
يهوي بهدوء كأنه يعزف
حين اقترب من الأرض خلع جلده الموسيقي
وركل البيوت التي وصل واحد منها إلى شارع إيران..
وصل البيت لينغرس على رأسه
لم يستطع السكان الخروج فقد كان الباب في الدور الأخير.
صاروخ آخر طيب جدا يشبه الناي
لكن صوته مبحوح كأنه أكل طنا من الآيسكريم
كان يصرخ فوق سماء صنعاء لتحذير الناس بالابتعاد عن طريقه
يركض في الهواء محاولا السقوط في بحر الحديدة لكنه لا يحب التونة
نزع صاعقــه ووصل على قدميه كمظلي محترف..
بقي واقفا كعمود إنارة يبتسم للأطفال الذين يمرون بجانبه وهم يأكلون الآيسكريم.