ثورات تحت التسوية (2-3)
يونس الحكيم

مقال
واستمرت المحاولات المتكررة من قبل المناضلين والأحرار ومحاولاتهم الحثيثة لإقنا السلطة الحاكمة في انتهاج سياسية حكم جديدة وبأدوات جديدة غير الأدوات التي ظل يمارسها الحكم الامامي المبنية علي التهميش والاقصاء وسياسة التخلف والانطواء التي فرضتها تلك السلطات علي شعوبها إلى أن ابتكر الأحرار وسائل أخرى للخلاص من حكم الأئمة عبر تنفيذ محاولة اغتيال للإمام احمد في العام 61والتي تعرف بثورة 61والتي انتهت بفشل تلك المحاولة التي قام بها ثلاثة من الضباط بعد أن تمكنوا من اطلاق النار على الإمام في احد مستشفيات الحديدة وتم القاء القبض على اثنين منهم واعدموا على الفور وفضل الثالث الانتحار ورغم فشل محاولة الاغتيال الا انه كان لها الأثر البالغ في وفاة الإمام أحمد وانتقال السلطة الى ابنه البدر الذي خيب آمال الشعب بعد إعلانه لسياسته التي لن تختلف عن سياسة والده بقوله انه سينهج نهج أبيه مما أجج مشاعر العامة من الشعب وانتفض الشعب كل الشعب وأعلن عن ثورته ضد نظام حكم الأئمة في صبيحه الـ26 سبتمبر1962م وتم الاعلان عن نظام جمهوري يحقق جمله من الأهداف. وخاض من خلالها الجمهوريين مسنودين برجال القبائل مواجهات مستمرة مع الملكيين انتهت تلك الثورة بتسوية سياسية بين الطرفين في العام 1970م تتضمن هذه التسوية اعتراف الملكيين بالنظام الجمهوري كأمر واقع مقابل أن يكف الجمهوريون عن ملاحقتهم ورافق هذا التحول الكبير في شمال اليمن ثورة أخرى في جنوبه وبما تعرف بثورة الـ 14/من اكتوبر1963التي قام بها المناضلون الأحرار يتقدمهم الشهيد المناضل/راجح لبوزة ضد المستعمر البريطاني وأجبروه على الرحيل عبر تسوية سياسية ومفاوضات شاقة استمرت لأسبوع في جنييف بين الجبهة القومية بزعامة المرحوم قحطان الشعبي وبين المندوب البريطاني شاكلتون وتضمنت هذه التسوية نقل السلطة وتسليمها الى الجبهة القومية واعتراف بريطانيا باستقلال الجنوب مقابل الخروج الآمن والسلس بأقل الخسائر بالإضافة الى بنود أخرى تتحدد ملامح المرحلة الانتقالية وبالفعل وبعد التوقيع على الاتفاق في 29/ نوفمبر67تم في صبيحة اليوم التالي رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن والذي يعرف بعيد الاستقلال في 30 نوفمبر.