أطباء وصيادلة: حاجة المريض للعلاج والدواء ملحة ووجودنا أمر ضروري


استطلاع /وائل الشيباني –

■ سائقو الأجرة : نوصل الزبائن لزيارة أقاربهم ولا نذهب نحن لفعل ذلك

خلال فترة عيد الأضحى المبارك يحقق الكثير من المواطنين مبتغاهم بقضاء أوقات ممتعة مع أفراد أسرهم وأصدقائهم في ظل إجازتهم العيدية . ولكن هل الجميع يستطيعون فعل ذلك …¿
مهن لا تعرف الراحة ولا يوجد هناك مبررات تبيح لها الاسترخاء حتى وإن كانت أعظم مناسبة للمسلمين كالصيادلة والأطباء داخل أقسام الطوارئ وأصحاب محطات الوقود والورش والمطاعم وغيرها من الأعمال التي لا تعرف الاسترخاء ويضحي العاملون فيها بأهم الأوقات والمناسبات السعيدة لخدمة غيرهم بنفس طيبة وشفاه مبتسمة ..”الثورة” سلطت الضوء على مجهود تلك الفئات وآرائهم حول عملهم في هذه الأيام المباركة في هذا الاستطلاع لنتابع:

الخدمات التي نقدمها لزبائننا طوال إجازة العيد مهمة فنحن نقدم الدواء خلال 24 ساعة للمواطنين هذا ما قاله الصيدلي زياد غبش ويضيف : الكثير من الصيدليات لاستقبال المرضى الراغبين في شراء الدواء مغلقة خاصة في إجازة عيد الأضحى المبارك وهذا ما يدفعنا لبذل مزيد من الجهد في هذه الأوقات بعكس الموظفين الآخرين الذين يتمكنون من قضاء إجازة العيد برفقة أهلهم والسفر لزيارة الأقارب خارج العاصمة أما نحن فلا نجد وقتاٍ لذلك خاصة وأن حالات المغص المعوي وغيرها من أمراض العيد تزداد مع زيادة أكل اللحوم والمكسرات وشرب العصائر …لهذا السبب فإن الحاجة للدواء تزداد .
ويعبر غبش عن الروح الطيبة الذي يملكها بالقول : وإن لم أقم أنا وبعض أصحاب الصيدليات بتقديم التضحية للمريض والمناوبة أثناء إجازة العيد فمن سيقوم بذلك …¿ ويختم حديثه بالقول: إغلاق الصيدلية أمر غير مستحب من قبل المواطن فالمرض لا يعرف الإجازة حتى أغلق محلي وأتسبب بإرهاق المرضى بالبحث عن دواء .
على الدوام
أما الطبيب عبد الله الذبحاني / طب عام تجده يتنقل من مريض إلى آخر في قسم الطوارئ أثناء إجازة العيد يستقبل حالات التسمم الغذائي والأمراض العيدية التي تأتي في كل عيد تقريباٍ بسبب الأكل الزائد وغير المنظم للحوم ولجعالة العيد بأنواعها برغم تحذيره المستمر للمرضى بخطأ هذه العشوائية في الأكل في كل عام تقريباٍ كما أكد لي .. لذا فالذبحاني يناوب كل عيد لعلاج هذه الحالات .
ويوضح أن عمله في إجازة العيد مرهق نفسياٍ لكون العمل في هذا الوقت يضايق أفراد أسرته كثيراٍ خاصة أطفاله الذين يرغبون في قضاء إجازة العيد والتنزه مع والدهم كما يفعل أطفال الجيران والأقارب في الاعياد.
جهد مضاعف
ياسر الشدادي / صاحب محل خياطة يشعر بالتعب كما يصف كونه يعمل لأوقات طويلة قبل العيد وبعده وغالباٍ ما يأتي موسم العمل قبل العيد … الشدادي صاحب محل لخياطة الأثواب الرجالية وتعديل الملابس ويملك عمالاٍ يعملون لديه لفترتين لكنه يفضل دائماٍ أن يشرف بنفسه على هؤلاء العمال للتأكد من دقة العمل المنجز وهذا الأمر بالطبع يتطلب منه جهداٍ إضافياٍ ويقول: الأمر بالنسبة لي متعب للغاية وأشعر بألم في ظهري بصورة مزعجة ولا أستطيع الحصول على إجازة في أيام العيد لكثر الالتزامات وطلبات الزبائن المتأخرة ولتوافد الناس لتعديل ملابسهم سواء التي قاموا بخياطتها عندي أو التي قاموا بشرائها من الخارج لذا فالأمر يتطلب جهداٍ إضافيا, وهذا ما يدفعنا للعمل في إجازة العيد فمن غير اللائق أن لا أتم عملي أو لا أساهم بخروج الناس بأحلى حلة في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
ضرورة ملحة
قد يتعرض أصحاب السيارات إلى توقف سياراتهم في حالة إغلاق محطات الوقود فالبنزين ضروري لحركة السيارات التي تتضاعف أثناء الزيارات أو في إجازة العيد هذا ما أوضحه عبدالرحمن زكي /عامل في محطة وقود بأمانة العاصمة ويقول :هناك عدد من الأعمال التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي وقت وتحت أي ظرف ومنها عملي فحاجة الناس مستمرة من بترول وديزل وغاز ولا يمكن أن نحدد مواعيد لطلبات الناس لها. لذا فأنا وزملائي نعمل طيلة العام ولفترتين فانقطاع المشتقات النفطية يعني توقف الحركة .
زكي لم يسافر إلى قريته لرؤية أسرته من رمضان وهذا يشعره بالضيق ولكنه بنفس الوقت سعيد بخدمة الناس كما أكد لي وهذا ما يعكس قدرة العاملين بهذه المجالات على العطاء .
موسم حصاد
أصحاب التاكسي يعتبرون الأيام العيدية موسم حصاد بالنسبة لهم ففي الأعياد يكثر خروج الناس إما للنزهة أو لزيارة بعضهم البعض .. بلال القباطي / سائق تاكسي بدوره لا يتوقف عن العمل خلال إجازة العيد فهذه الأيام بالنسبة له فرصة للكسب الوفير لهذا نجده يعمل ليلاٍ نهاراٍ بحثاٍ عن ركاب يقلهم إلى الأماكن التي يرغبون بها .هذا يتطلب منه أن يظل يجوب الشوارع والانتظار أحياناٍ أمام المولات والسوبر ماركت والحدائق لكن هذه الدقائق لا تعد دقائق راحة بالنسبة له ولزملائه من السائقين فسرعان ما يجدون الزبون وبدأ سيره وتبدأ ساعات العمل التي لا تنتهي إلا بعد منتصف الليل وقرب الفجر أحياناٍ ,وهذا ما يرهقهم ويحدهم من قضاء أوقات ممتعة مع ذويهم.
والعمل المكثف في إجازة العيد لا يقف عند سائقي الأجرة وحدهم فكذلك عمال المطاعم يعملون بجهد مضاعف في هذه الأيام المباركة الذين اعتادوا على العمل فيها بدوام 24ساعة مما جعلهم يشكون من ازدياد الزحمة والضغط عليهم هذا ما استهل عبدالجبار عبدالرحيم عامل في أحد المطاعم بشارع حدة حديثه عن طبيعة عمله في الأعياد.
ويضيف :أيام الأعياد والمناسبات الدينية يزداد الطلب علينا من قبل الزبائن وهذا ما يجبرنا أن نبقى بعيدين عن الأهل طيلة فترة الإجازة بينما يقضي الآخرون هذه الأوقات مع أقاربهم ولكن ما باليد حيلة فلقمة العيش تضطرنا لذلك .
ولا ننسى أصحاب البقالات هم أيضاٍ لا يعرفون طعم إجازة العيد فهم يعملون على الدوام لتوفير المواد الغذائية وبيعها للناس / محمد الشرعبي / صاحب بقالة يقول : يتردد علينا الزبائن في أيام العيد على مدار الساعة ولا نجد أوقاتاٍ قليلة للراحة ولا يمكن تحديد موعد حضور الزبائن منهم من يأتي إلينا منتصف الليل ومنهم من يأتي منذ الصباح الباكر للشراء ويزداد عملنا وجهدنا في العطل وهذا ما يجعل عملنا مرهقاٍ للغاية .

قد يعجبك ايضا