الحوار .. نافذتنا إلى الضوء

جميل مفرح


 - باعتقادي واعتقاد كثير من المتابعين وقدر لا يستهان به من الشعب أن مختلف الخيارات المتوقعة والمطروحة أو التي كانت مطروحة لتجاوز المخنق السياسي ال

باعتقادي واعتقاد كثير من المتابعين وقدر لا يستهان به من الشعب أن مختلف الخيارات المتوقعة والمطروحة أو التي كانت مطروحة لتجاوز المخنق السياسي الذي نعيشه قد حضرت وكان محل التجربة ورهن المحاولة خلال الفترة الزمنية القصيرة التي مضت والتي شهدت احتداما وانفعالا كانت تكمن وراءهما المخاوف والتعقيدات الصعبة على مسارات وتحولات العملية السياسية في الوطن .. وفيما تعددت تلك الخيارات والمحاولات إلا أنها مثار جدل واسع واختلاف أوسع وبالتالي فقد انتهت مجمل منافذها إلى انسدادات متوالية انسدادات كان التالي منها أكثر شدة وخطورة من سابقه.
وعلى ذلك فقد تكاد اجتمعت أو تجمع الاعتقادات من جديد وبعد تأمل وتمحيص على كون الحوار هو المربط الحقيقي والفاعل لشياطين وعفاريت الأزمة تلك الكائنات التي اقتصر ويقتصر وجودها وفاعليتها دائما على الأزمات والاختناقات السياسية التي تمثل بالنسبة لهم البيئة المناسبة للارتزاق والتكسب السياسي والاقتصادي .. وفي حين يتذرع البعض بكون الحوار خيارا فاشلا استنادا على ما سبق من تجارب ومحاولات إلا أننا ومعنا الكثير من المتفائلين نؤكد ونشدد على ذلك الاعتقاد وإن يكن مشروطا بكونه حوارا جديا قائما على نسبة الخروج بالبلاد من هذا المخنق القاتل وليس حوارا من أجل إيجاد فرص جديدة ومتجددة للخلاف والاختلاف ما لم فإنه لا يمكن الاعتداد به أو حتى اعتباره حوارا.
وإذا كنا وكان معظم المتفائلين نعتقد و يعتقدون اعتقادا بكون الحوار الجاد والفعلي القائم على مصلحة الوطن دون أية مصالح جزئية أو فردية هو الخيار الأسلم للخروج بالوطن من هذا المأزق السياسي الخطير .. فإن السياسيين والقوى السياسية التي يجب أن تكون هي الأطراف الفاعلة والموجهة في هذا الحوار يدركون إدراكا يقينيا لا شك فيه بالفعل أن الحوار هو أول وآخر الخيارات الناجعة والمؤثرة والفاعلة في توجيه أطوار ومتغيرات الحال السياسي القائم حاليا نعم تدرك إدراكا كليا أن أي خيار خارج إطار التفاهم والتوافق لن يكون ذا جدوى مهما تطاولت الثقة فيه.
إن الساحة السياسية اليوم مشبعة بالتجريب والتخريب أيضا ومفعمة بالحيوية ونشاط غير اعتياديين الآن بكونها تحتضن قوى سياسية تكاد تكون متكافئة ومتقاربة من حيث الحضور والجماهيرية وربما التجربة وهذا ما يجعلها أكثر حيوية وفاعلية سواء كانت تلك الحيوية والفاعلية إيجابية أو سلبية وذلك ما يفرض ضرورة التقارب والتفاهم والحوار من جانب وما تستحيل معه الانفراد بالقرار والخيار في قيادة البلاد والنجاة بها مما تعيشه اليوم من انقفال سياسي وانسداد حيوي يكاد يقضي على كثير من معالم الحياة الطبيعية الآمنة والتحول السياسي المأمول فيه منذ التوقيع على مبادرة الخليج التي اعتبرت بابا أولا للانعتاق من مساحات الرعب والانهيار.
وهنا نجد ونلحظ بقوة أن الخيارات المطروحة أو التي كانت مطروحة لتجاوز أزمات الوطن الراهنة قد اعلنت استقالة جماعية إن لم يكن انتحارا جماعيا متنازلة لخيار واحد بإمكانه المواصلة والأخذ بيد الوطن إلى مساحات الأمان والاطمئنان وذلك هو خيار الحوار والتفاهم وهو بالطبع سيد الخيارات وأكثرها تطلبا حتى في حال وجود خيارات أخرى فبدون الحوار والتفاهم من الطبيعي أن تنهار أية عملية سياسية مهما كانت دقتها أو كانت الأطراف المنفذة لها أو الجهات المشرفة عليها .. وبالتالي يبدو أننا في اللحظات الراهنة قد آمنا بذلك جيدا وهنا نحن على طاولة هذا الخيار .. نلتمس منه العفو بجعله سيدا للموقف وقاضيا فيما نعتبره خلافا واختلافا.
وختاما .. كل أمنياتنا كما أشرت سلفا أن نتشبث بهذا الخيار في مستوياته العليا وأغراضه الحقة الهادفة إلى النجاة والحل لما نعيشه ونواجهه من مشكلات عويصة انهكت كواهلنا وكاهل وطننا بالحزن والخوف والجوع والتوقف عن مواكبة الحياة الحديثة التي يقترض أن تكون جزءا من تفاصيلها .. أمنياتنا أن نعلق تمسكنا وإيماننا بهذا الخيار من أجل مصلحة كبيرة وهامة تعني الوطن وكل فرد من أفراده لا أن نعود إلى ما كنا عليه ونظهر إيماننا بالحوار شكليا ثم نلتوي عليه باتخاذه فقط مساحة لإيجاد المزيد من الخلاف والاختلاف وقلب الطاولات في وجوه بعضنا والله من وراء النوايا والمقاصد.

قد يعجبك ايضا