خيارات مهب الريح
عبدالله الصعفاني

مقالة
لا أطيق رؤية هذه الوجوه الأجنبية التي تدعي الحرص على سلام البلدان فيما هي تسعى لخرابها وتمزيقها..
* ألا ترون كيف يعملون على إشعال الحرائق داخل إطار ” سنة وشيعة ” على مستوى المنطقة حتى صار الشذر المذر يتسيد المشهد .
* لقد كنت أظن أنهم فقط ينفخون في الفتن الجاهزة للإشعال كما حدث ويحدث في العراق وسوريا فإذا بهم يطرقون كل الأبواب وينفخون في مستصغرات الشرر بمثابرة عجيبة نراها في مختلف البلدان بدون استثناء إلا من حيث نسبة الجهد وفرص النجاح وعنصر الزمن ودرجة الممانعة .
* ومن يقرأ في المواقف البريطانية والأميركية تحديدا لن تخونه الفكرة ولا البصر في إدراك أن هؤلاء يريدون بلدان عربية إما زاحفة على بطنها وإما مشغولة بكتابة صفحات موتورة من الاقتتال.. وفي الحالتين فالكل زاحف إلى الاقتتال حيث الهدف اسقاط الدول بأدمغة نخبها لتصبح البلدان أمام خيارات ما بعد مهب الريح.
* منذ وقت غير بعيد خرج علينا منظروهم بصدام الحضارات والفوضى الخلاقة التي تمهد للتوحش ولماذا يكرهوننا وبثورات الربيع والياسمين فإذا بالمحصلة كل هذا الخراب وكل هذا الاحتقان الذي لا يفضي سوى إلى المزيد من الدمار.
* إنهم يساعدون في البداية على أن يكون أداء السلطات سيئا بسبب برطعة الفساد وزواج السلطة بالثروة وتشجيع كل ما هو سيء ومنفلت تحت يافطة الحريات حتى يدخل الشعب في عملية احتراق نفسي واستنزاف للمشاعر والوجدان وضعف الأداء وانطفاء حيوية الإنجاز والإبداع.. وهنا تكون بذرة المشكلة قد جهزت لما يعقبها من صناعة رد الفعل بين القوى السياسية ليظهروا بحلول ليست في الواقع سوى ذلك السم المدسوس في العسل.
* ويا سبحان الله ..من كان يصدق أن البيت اليمني صار يتبادل التكفير مع النصف الآخر ¿ وأي سيناريو يدفع باتجاه أن تتآكل الدولة على يد أبنائها وسط حالة إعلامية محمومة من فرض القابلية عند الشارع للتأثر بحالة الشحن والتحريض من قبل قوى سياسية تعيش حالة من الخلل في السلوك وفي القناعات وحتى في التنشئة السياسية .
* لغة اقصائية .. وسوء أفعال وحتى قلة أدب وكلها معاول تمتلك القدرة على إيصال البلد خلال فترة بسيطة إلى أدنى درجة من التردي الاقتصادي والأمني وحتى الأخلاقي وسط مناخ من الفقر والجهل والتحريض المدعوم بروابط الفساد حيث تطبيع الفساد يحرض على تطبيع التعصب والممانعة بشقيها السلمي والعنيف .
* ولو أن سؤالا فرض نفسه كمصدر للأهمية لما كان في نظري غير السؤال .. ما هو أخطر شيء في المشهد السياسي اليمني¿ وحينها لن يكون الجواب سوى القول.. أن أخطر شيء في الصراع السياسي هو عندما لا يدرك كل طرف قوة خصمه ..وحينها يحدث المحظور حيث يتم التجريب دائما في المساكين وفي كل من ليس له ظهر.
* عند الناس كراهية للظلم وجرع الإفقار وكراهية للإقصاء والفساد وهذا مالا ينفع معه أي تخفö والشارع واقع تحت ضغوط التحشيد والتحشيد المضاد وهو ما يشير مع الأسف إلى حالة من الانفلات الفعلي الذي يغفل عواقب التحريض المذهبي بين شوارع مدن وزقاق أرياف جميعها تنتمي إلى وطن ينتظر فرصة للوفاء الوطني.
* أما أخطر ما في المشهد من المحرضات الإضافية هو إنكار إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار وإنكار أنه ليس من حق يمني مسلم أن يقول عن مسلمين يمنيين آخرين.. قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ..
* حفظ الله اليمن .
شكوى الزميل البيضاني
* يعتقد زميلنا علي البيضاني أن بمقدور زميل له أن يرفع عنه الظلم وهو العارف بأنه عندما يغيب القانون تفقد الكلمة معناها ولا يسمع أحد أحدا يقول البيضاني : لقد تعرضت شقتي للسرقة وأبلغت فلم أصل إلى شيء يرد شيئا أو يضبط لصا واليوم هو مطالب بمغادرة شقته المستأجرة التي أجرى عليها الكثير من الإصلاحات عاجلا وبدون أي تعويض وسط تنسيق بين قسم الشرطة والمؤجر حيث تعرض لاعتداءات لفظية وإرعاب أطفاله حتى وهو يستجمع أثاث الرحيل وينهي شكواه قائلا : أنا حزين.
وليس عندي بعد إحالة الموضوع إلى وزير الداخلية سوى القول : أنا أيضا أتميز غيضا