فضل صلة الرحم

الشيخ/ أحمد الحداد

قال تعالى “واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” يعيش صلة الرحم من تقوى الله تعالى والله رقيب على كل إنسان في هذا فعلى كل إنسان أن يحذر من قطع الرحم.
وقال تعالى “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم”.
جعل الله عز وجل قطع الرحم قرين الإفساد في الأرض وهذا أمر في منتهى الخطورة لأن الذي يفسد في الأرض قد يقتل ويسرق وما شاكل ذلك فمن قطع رحمه فكأنه يحتمل سر الذنب والمعصية مثل هذا وهذه رسالة قوية لمن يستهين بقطع الرحم.
صلة الرحم في السنة المطهرة
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” متفق عليه.
معنى هذا أن صلة الرحم دليل على الإيمان بالله عز وجل والعكس بالعكس فمن يقطع رحمه فلا بد أن في إيمانه نقص نسأل الله السلامة من ذلك.
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت” هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك¿ قالت: بلى قال: فذلك لك” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اقرءوا وإن شئتم ” فهلú عسيúتمú إöن توليúتمú أن تفúسöدوا فöي الúأرúضö وتقطöعوا أرúحامكمú أوúلئöك الذöين لعنهم الله فأصمهمú وأعúمى أبúصارهمú” متفق عليه إن دل هذا على شيء إنما يدل على مكانة وأهمية صلة الرحم في الإسلام.
(3) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال “لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك” رواه مسلم أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ولا شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم لأنهم قصروا في حقه وإدخالهم الأذى عليه.
(4) وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” متفق عليه. معنى هذا أن صلة الرحم تكون سببا في سعة الرزق ومحو الذنوب والبركة في العمر نسأل الله عز وجل أن يعيننا وإخواننا المسلمين على صلة الرحم.
(5) وعن أنس رضي الله عنه أيضا قال ” كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بير حاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما نزلت هذه الآية ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” وإن أحب مالي إلي بير حاء وإنها صدقة لله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “بخ! ذلك مال رابح, ذلك مال رابح, وقد سمعت ما قلت, وإني أرى أن تجعلها في الأقربين”, فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله, فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه.
وهذا يعني أن الرجل إذا أراد أن يتصدق من خيرة ماله فعليه أن ينظر إلى أقاربه أولا وأرحامه فإنهم أولى الناس ببره وصدقته ومعروفه من غيرهم.
6- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط, فاستوصوا بأهلها خيرا, فإن لهم ذمة ورحما, رواه مسلم.
يعني أهل مصر رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أحسن إلى أهل مصر وعاملهم معاملة كريمة فقد وصل رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أساء إليهم وظلمهم وهضم حقوقهم فقد قطع رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فخر لأهل مصر فيا ليت قومي يعلمون..
أهمية صلة الرحم في تماسك المجتمع المسلم
مما سبق يتضح لنا أن صلة الرحم تزرع المحبة والرحمة والإخاء بين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة وهذا ينعكس على المجتمع المسلم بصورة عامة فيكون أكثر تماسكا وترابطا ومودة وأمنا واستقرارا والعكس بالعكس فإذا لم يكن هناك صلة للرحم تبدل الحال وحلت الكراهية محل الحب وحل الحقد والغل والحسد محل الرحمة والوئام وتفسخ المجتمع المسلم والنسيج الوطني وأصبح المجتمع ضعيفا من داخله لا يستطيع أن يواجه مؤامرات من يتربص ولم يكن هناك أمن ولا استقرار ومن هنا يتضح عظمة الإسلام في تشريعاته العظ

قد يعجبك ايضا