اين المثقف ¿¿
عبد الرحمن بجاش
كانت كلما أظلمت برز المثقف ودوره الذي يهدي إلى الطريق الحقيقي نحو افق ما , أو في اضعف الايمان الحفاظ على روح الثورة في حقب ضجت بالتحرر الذي افضى للاسف الشديد إلى أستعمار عاد من النافذة ثم من الفضاء ¿¿ , هل يئس المثقف ¿¿¿ام جرى قمعه منهجيا حتى استسلم ¿¿ هل أنهزم نهائيا وصار يبرر هزيمته بداعي الحفاظ على اللقمة ¿¿ أم أن من وأد حركات التحرر بمنهجيه عمل على ضرب المثقف في أعماقة حتى تحول إلى مجرد (مكرت) في أي مقيل يظل فيه يتحدث عن أمجاد غابرة كما يلوك الثور الحسيك أو ( كرت ) في جيب !! , أيام السبعين وهي الملحمة التي كان يفترض أن تدفع باليمنيين إلى مشارف المستقبل ندرك الآن أن ما جرى بعدها لم يكن فقط هدفا وحيدا بضرب المدافعين عن صنعاء اليمن صغار ضباط الجيش والأمن تحت غطاء التخلص من حزبية خائنة , لقد كان المقصود روح البلد الثقافي , ولذلك نظل الآن نسأل : اين ثقافة الثورة ¿¿ كيف يمكن لثقافة أن تسود وتقود الفعل في بلد ما بدون وجود المثقف ¿! , هل أخطأ المثقف يومها القراءة وظن أن ما فعله إبان المقاومة الشعبية كاف وسيقود نفسه والبلد بنفسه ¿¿ يبدو أن ذلك ما حصل , بدليل ان رسالة النعمان شلتها الريح إلى رؤوس الجبال السود فضلت كالطير تراقب , تتمنى من يلتقط حبتها بدون جدوى , فذهبت مدرسة النعمان , وباغتيال الزبيري تراجع الدور وصاحبه !! , كيف يمكن لبلد أن يتجاوز عثراته وينتصر على القديم المهيمن بدون دور ولا صاحب الدور ¿¿ , ولذلك يسهل الآن القول ان كل ما يجمع اليمنيين يفرقهم في نفس اللحظة لأن من يفترض أن يدافع عن الفعل يتوارى !! هل اتحدث عن خيانة المثقف للواقع ¿¿ هل أكون متحاملا أن أحمله مسؤولية التراجع إلى نقاط الصفر الأولى ¿¿ , لماذا لا توأد الديمقراطية في الهند ¿¿ يكون الجواب: الغانديون إذا صح التعبير لا يمكن ان يتركو بلدا يعود إلى الوراء لانهم ببساطة تشربوا الغاندية وصارت هادية لهم !! , هنا ولأن المثقف لم يرسخ مداميك ثقافة ما فقد تهنا برغم الوحدة التي لم تفرز ثقافتها , ولذلك فازمتنا ثقافية بالدرجة الأولى , فينتصر دعاة التخلف دائما , هل اتحدث عن ظهور لمثقف وصوت في مؤتمر الحوار تراجع لحظة الخروج من الموفمبيك واستلام المخصصات لإشباع البطون الجائعه في البيوت ¿¿ فإذا كان الأمر كذلك فهو تاكيد لما ذهبت إليه في أن المثقف استسلم بداعي العيش لتربية ( الجهال ) , لا أدري لم جرى النظر إلى أن المثقف لا يوجد سوى في اليسار باعتبار النظرة التقدمية المهيمنة على خطه العام , لكن هنا من يقول الآن أن اليسار انهزم , ويضيف البعض الآخر ان اليسار يتوالى صعوده, وفجأة يسقط , حدث هذا في كل مراحل ما بعد ثورة سبتمبر إلى الآن …يكون السؤال : لماذا ¿¿ يبدو لي أن خاصية اليمنيين هي السبب, تلك الخاصية التي ينفردون بها حيث ينجزون منجزات بحجم البلاد وفي لحظة يتحولون إلى دونيين فيظلون يشككون بفعلهم حتى يخربوه بحرب أو مماحكة ثم يصحون بعد أن يسكب اللبن فيظلون يبكون لكن تراكم ردة الفعل تؤسس ليأس ليس له نظير في النفوس , هل علي ان اسأل اين الصوت الذي أعاد لنا الأمل في مؤتمر الحوار , فإذا اعتبرنا انه صوت المثقف عاد إلى الواجهه فلماذا خفت الآن وتلاشى والبلد هناك قوى متربصه تريد أن تعيد تحالفاتها المميته لتقتل ما توافقت عليه كل الأصوات ولتنتج التخلف من جديد من أجل الهيمنة فقط والتي تؤازر من خارج الحدود من أجل أن يظل البلد في مكانه لا يراوحه , نحن أمام من له اجندة ( انما نحن مستهزئون ) فهي من تعيد تشكيل الصورة , لنعيد نحن السؤال : أين ذهب الصوت المثقف الذي عاد من الضياع ليضيع الآن ويختفي ما يحتم القول أن على أصحابه أن يعودوا أو فسيغيب الوطن هذه المرة إلى الابد , هل يعي من نريده أن يعي ¿¿