عوادم السياراتö.. سم نتنفسه كل يوم!!

تحقيق مصور/ فايز محيي الدين البخاري


حيثما يمم المرء وجهه في بلادنا شرقها أو غربها, شمالها أو جنوبها يلفت انتباهه كثرة الأدخنة المنبعثة من السيارات والمركبات, خاصة التي تعمل بالديزل, لأنها حازتú قصب السبق في نفثö تلك السموم التي يكتوي بها كل أفراد المجتمع بما في ذلك الأطفال الصغار الذين يعدون الفريسة الأولى والضحية المتقدöمة على ما سواها مúن ضحايا عوادم السيارات التي لوثتö البيئة وتسببت بالعديد من الأمراض التي ما كان لها أنú تقع لو لم يهمل البشر هذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم على مرأى ومسمع من الجميع,بما في ذلك الجهات المعنية التي تبدو وكأن أذنا من طين وأذنا من عجين.
ولأن المشكلة تفشتú وأضحتú تغزو ليس المدن الرئيسية فحسب بل تجاوزت ذلك إلى المناطق البعيدة حيث الطبيعة البكر والأجواء النقية, فقد كان لöزاما علينا رصد هذه المشكلة من خلال عدسة الكاميرا التي تنقل الواقع بدقة, حيث قمنا بعد تجوال مضن بالتقاط عدد من الصور للسيارات والمركبات التي تنفث تلك السموم, وكانت تلك الصور في مدينة عمران, ومنطقة القمة المطلة على كحلان عفار, ومدينة يريم بمحافظة إب, ومنطقة الشرف الريفية التابعة لمديرية المخادر محافظة إب وتجاور مديرية بعدان, إضافة لما التقطناه داخل أمانة العاصمة التي نرى ونشاهد كل يوم مئات السيارات التي تطلق خلفها سحبا من الدخان القاتل دون أن يحرöك ذلك ساكنا لدى الجهات المعنية.
وبالبحث عن أضرار تلك المخلفات التي تنفثها عوادم السيارات وجدنا أن استنشاق الهواء الملوث بتلك العوادم أكثر خطورة على الصحة من تناول الأغذية الملوثة, حيث يقول الدكتور سمير الناصر أن عوادم السيارات التي يتم استنشاقها مع هواء التنفس تنتقل بنسبة 100% إلى دم الإنسان, في حين أن نسبة معينة فقط من الملوثات التي نتناولها عن طريق الغذاء, تمتص من الأمعاء إلى الدم أما الجزء الباقي فقد يكون مركبات غير ذائبة تخرج من الجسم عن طريق البراز.
وأوضح أن العادم المنبعث من معظم السيارات يحتوي على أربعة أنواع من السموم الخطيرة في مقدمتها غاز أول أكسيد الكربون عديم الرائحة واللون, مما يزيد من سيئاته إذ يعتبر من أكثر أنواع التسمم شهرة وخطورة فهو يتحöد بشراهة مع هيموجلوبين كريات الدم الحمراء فيعوقها عن أداء عملها في حمل الأوكسجين لجميع خلايا الجسم, مما يسبب الاختناق لعدم وصول الأوكسجين إلى المخ, وإذا استمر التعرض لهذا الغاز مدة طويلة فإنه بعد الاختناق يحدث تلف مستديم للخلايا العصبية في المخ تؤدي للوفاة.
ويذكر أن أخطار هذا الغاز تتركز على المرضى والمسنين والأطفال والحوامل, إذ أوضحت الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أن التسمم بهذا الغاز يشكل 63% من أسباب الإعاقة لدى الأطفال مقارنة بأنواع التلوث الأخرى المسببة للإعاقة وقد بلغ عدد الأطفال المصابين بالإعاقة بسب التلوث بصفة عامة حوالي 3.5 مليون طفل. ويشير إلى أن هذا الغاز يتركز في دماء الأجنة بحوالي ثلاثة أضعاف تركيزه في دماء أمهاتهم الأمر الذي يكشف خطورة غاز أول ثاني أكسيد الكربون بصفة خاصة وعوادم السيارات بصفة عامة.
وتحتوي عوادم السيارات إلى جانب هذا الغاز الخطير على أكاسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون والتي تنبعث من محركات الديزل ومن المصانع أيضا وتسبب أضرارا رئوية خطيرة. وحتى في ظل وجود مستويات منخفضة منها فإنها تؤذي المصابين بالحساسية الصدرية والربو هذا بخلاف مجموعة الملوثات الأخرى التي يقل قطر جزئياتها عن 10ميكرونات, وتسبب بصغر حجمها المتناهي آلاما شديدة في الرئتين وأزمات تنفسية بسبب تراكمها في الشعب الهوائية.

قد يعجبك ايضا