لن اشيح بوجهي بعد اليوم..
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
سألتني ابنتي في لحظة كنا نتابع مشاهد يبكي لها الحجر الاصم , وكنت انا الآخر اشيح بوجهي عنها بعيدا حتى لا تكتشف عجزي دموعا سكبتها على خدودي على اطفال تحولوا الى أشلاء ليس بسبب قوة اسرائيل او حقارة حكومتها ورئيسها بل بسبب العجز العربي الفاضح حيال نساء يفقدن ازواجهن وشباب في رمشة عين يكتشفون انهم بقو وحيدين بعد ان سحقت حياتهم آلة حقيرة حاقده ظلت تستقوي بحقارة الغرب ونفاق وجبن العرب والمسلمين , كنت خائفا عاجزا يرتعش كل كياني , لاكتشف لحظتها اننا المنهزمون العاجزون الخائفون , اما اولئك الاطفال الذين ذهبوا والنساء اللواتي فقدن عائلهن وشباب كشفت حياتهم انهم هم الشجعان هم من واجهوهم من أعطو للحياة قيمة اخرى …اكتشفت كم هم العرب منافقين , كم هي الانظمة العربية تافهة وصغيرة امام اشلاء طفل !! . سألتني ابنتي : لماذا لا تكتب هنا عن غزة ¿¿ قلت فورا : لانني عاجز , لأنني لا ادري ما اقول , لكن باعادة الحسبة فلثاني مرة دريت ان اسرائيل هشة فارغة كالفيل تتخبط تدهس كل ما امامها ولا تجد سوى القتل وسيلة لتحقيق الهدف ( زرع الرعب في نفوس الاعراب) , وحدهم الفلسطينين هم المنتصرون في غزة بعد حزب الله في جنوب لبنان ,فرسمة طويلة ظللت اتفرسها في احد المواقع بين حالة القطاع, من الشمال الجدار, ومن الشرق آلاف الدبابات, ومن البحر زوارق تقتل الاطفال خوفا وجبنا , ومن الجنوب معابر مغلقه كما هو النظام العربي مغلق الروح والعقل , قلت الآن علي ان اكتب لاقول لليمنيين تحديدا ان هذه اللحظة يهمني امر حماس والجهاد وكل الفصائل انهم مقاومين بغض النظر عن رأيي فيهما اختلافا او اتفاقا, انظر الى السلطة و النظام المصري الانظمة العربية بقدر قربها او بعدها من المقاومة , الآن ما اراه امامي فلسطيني يرفع الرأس ويواجه بشجاعة منقطعة النظير آلة حقيرة عمياء لا تفرق بين مقاتل وطفل يستعد لتناول الفطور فرحا برمضان وعرب منافق استعماري بغيض , يفترض فينا الآن ان ننسى امر كل مكونات الحياة السياسية العربية المختلفة المتقاتله التي لا تزال تصفي حسابات انظمة عربية مهترئة من داخلها والتعامل على اساس ان الفلسطيني من كل مكونات الشعب المقهور من قبل العرب هو الذي يقاتل وهو الذي يصمد وهو الذي يكشف عجزا عربيا فاضحا ليس جديدا , رحم الله حافظ الاسد الذي احتضن حماس وتعامل مع الفلسطينيين بعيدا عن خلافات العرب الرسميين من يخافون على الحكم ليس الا …., الفلسطينيون يحتاجون من عرب النفط اذا ارادوا دعما اعلاميا وهم سيتكفلون بمواجهة الاسرائيليين الذين يواجههم مقاتلي المقاومة ليس باسلحة أميركية آخر ما انتجته ترسانة صناعة السلاح التي تمدها اموال عرب النفط بالحياة , بل باسلحة تصنع محليا , كيف لو كانت اسلحتهم تقابل اسلحة الاسرائيليين …كيف ¿¿ , ايها اليمنيون اليمن هي الوحيده بامكاناتها من يدعم بصدق – هذا للامانه – , والآن يمكنكم ان تقفوا بجانب المقاومة الفلسطينية في مواقع التواصل الاجتماعي فبدلا من التنابز اليومي املأوا تلك المواقع نداءات الى الراي العام الغربي وليس حكوماته فقط برفع …لا …الى عنان السماء , ارسلوا الرسائل الى المنظمات الدولية خاصة من لهم قدرة على التعامل باللغات الاجنبية, افضحوا ممارسات العدو الاسرائيلي والعدو العربي , اذهبوا بسلمية الى مكتب الامم المتحدة وقولوها لا للعدوان , حتى صوركم في مواقع التواصل ضعوا بدلا عنها صورا مما يحدث في غزة , نغمات هواتفكم نشيد المقاومة , صدقوني تستطيعون ان تدعموا غزة بالف طريقة وطريقة , صدقوني ان الفلسطيني في هذه المواجهة انتصر برغم آلة الدمار الاعلامية الاسرائيلية الهائلة , واجهوا اعلامهم بكل صور الاتصال والتواصل مع الراي العام الغربي تحديدا الذي تصنعه تلك الآلة الاسرائيلية الحقيرة التي لا تفرق بين طفل ومحارب , احس انني انتصرت هنا على نفسي …وقولوا للعرب الرسميين حيدوا الفلسطينيين عن صراعاتكم , اقول هنا لمصر العظيمة اسقطي ما فعلته الحكومة السابقة اعتبار (حماس منظمة إرهابية ) , أبعدوا الفلسطينيين عن خلافاتكم الداخلية , فقط اعملوا يا عرب بأضعف الايمان اذا لا تزال في نفوسكم بقية من نخوة وكرامة ….