سلامة الوطن.. خيار أول
جميل مفرح


* منذ بداية الأزمة السياسية في بلادنا في العام 2011م والمواطن اليمني يعقد الآمال الكبيرة على قدرات وحكمة سياسيي البلاد ويثق فيهم مطلق الثقة وفي كونهم الأكثر تقديرا ومعرفة بالمصالح العامة للوطن والأكثر قدرة على مراعاة تلك المصالح المصيرية وحرصا على سوق الوطن إلى مساحات النجاة من الاحتمالات السيئة والأسوأ التي شخصت أمامنا منذ اشتعال فتائل الأزمة وبدايات التنازعات السياسية المختلفة.
* وبالرغم من الكثير من الانتكاسات التي شهدتها العملية السياسية وما ترتب ويترتب عليها من نتائج وتأثيرات سلبية في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والأمني وبالدرجة الأولى السياسي ما يزال اليمنيون إلى جانب رفع الأكف بالدعاء والثقة في الله تعالى ما يزالون يعبرون عن وجود نسبة لا بأس بها من الثقة في إخلاص وولاء رجال السياسة وقادتها المؤثرين للوطن وسلامه وأمنه أكثر من أي ولاءات أخرى فئوية أو حزبية أو سوى ذلك.. وما تزال فئة كبيرة من الشعب تراهن بكل ما تملك من يقين أن لدى سياسيي البلاد المفاتيح الذهبية لخلاص البلاد والعباد.
* وهذه الثقة في رأيي قد تكون في حقيقتها آمالا أو ودعوات إلى السياسيين إلى أن يضطلعوا بواجباتهم ومهامهم الطبيعية ناحية الوطن.. كما أنها محاولات لتنبيه رجال السياسة بكونهم المسؤول الأول عما يجري في الوطن من تجاذبات وتنازعات وما يحدث في حق المواطنين من حالات نكوص وقلق من واقعهم المعاش ومن قادم أوضاع البلاد التي تعيش في الوقت الراهن كما يحلو الوصف للبعض على كف عفريت.. فيما يرى الكثيرون أن ذلك العفريت التي يهدد أمن وسلام البلاد ما يزال عقاله قيد تحكم الفئة السياسية التي تتنازع وتتقاسم وتتقارب وتتباعد فيما بينها دون أن تضع الوطن والشعب في شيء من اعتبارها أو تخصص له ولو مساحة ضئيلة في تلك المسافات المتباينة بينها.
لا أحد من أبناء الوطن تسوؤه فكرة التصالح بين القوى ولا أحد عاقل لا يريد سيادة الأمن والسلام كشرطين أسياسيين للحياة واللذين تحت سقفهما ممكن أن تفرض الحياة الطبيعية تواجده وتنبنى على أساسها كافة الشروط الحياتية الأخرى من اقتصاد وسياسة وإدارة حياة عامة في صفوف الشعب ومؤسسات الدولة لتعود الدولة إلى مكانها الصحيح وتمارس مهامها المفترضة بشكل طبيعي يلبي المتطلبات الأولية فقط لاستمرار حياة الناس دونما قلق من اللحظة واللحظة التالية على الأقل وذلك من أجل جعل خيار سلامة الوطن خيارا أولا وهدفا أسمى.
* إن الحوار والتصالح والتفاهم بين مختلف القوى السياسية كان مطلبا أولا من مطالب الشعب من سياسييها فتمكن تحت مظلة هذه العملية أو العمليات إمكانية استعادة البلاد مما كانت وما زالت مهددة به من انفلات مرعب قد يودي بالبلاد وأهلها وأن الذي يدعي أن ثمة فئة لا تحبذ الحوار والتصالح فمن الطبيعي أنه لم أو لا يتفهم أن ذلك في أساسه ما هو إلا عمل سياسي قد تكون الغرض منه الجدة أو توجيه الضربات السياسية والضربات المواجهة كرد فعل أما عملية التقارب والتفاهم فمن المعروف أنها كانت وما تزال وستظل هدفا منشودا لا يهم من يخسر أو يربح فيها من القوى السياسية ما دام الشعب والوطن رابحين فيها وأنها لفرصة مناسبة وأولى منذ اندلاع الأزمات المتتالية أن يحقق الوطن والشعب مكسبا وليكن على حساب أية فئة أو طرف سياسي لا بأس لن تكون تلك خسارة ما دام الرابح فيها الوطن وليكن أو ليستمر مطلب الصلح والتصالح على صياغة العملية السياسية هو الهدف الأسمى من أجل المصلحة العامة للوطن وللشعب الذي كان وما يزال ينتظر الكثير من سياسييه ونخبه التي تنعقد عليها ربما كامل الآمال في الفترة الزمنية الحالية.
