الأكل والشرب المفرط والنوم في المساجد يشوه أجواءها الروحانية
تحقيق/ نجلاء الشعوبي

المساجد هي بيوت الله وهي المكان المقدس لدى المسلمين أجمع وقد وضع الله أول بيت في الأرض هو المسجد الحرام ليقام فيه دينه ويكون قدوة لكل المساجد وبيوت الله على وجه هذه الأرض كما قال قال تعالى: ((إن أول بيت وضöع لöلناس للذي بöبكة مباركا وهدى لعالمين)) [آل عمران: 96].وهو لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم وطوافهم وعلى قياس البيت الحرام بمكة تكون مساجد المسلمين في كل الأقطار والبلدان ولعظمة فضل المساجد ومنزلتها عند الله لأنها مكان إقامة الصلاة له وهي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين لقوله تعالى ((فöي بيوت أذöن الله أنú ترفع ويذكر فöيها اسمه يسبöح له فöيها بöالغدوö والآصال رöجال لا تلúهöيهöمú تöجارة ولا بيع عنú ذöكر الله وإقام الصلاةö وإيتاءö الزكاةö يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار)) [النور: 36ـ38]. ولذلك فإن الله هو مالك هذه المساجد وليست لأحد سواه وهي مكان العبادة والتشريع وكانت في السلف الأول هي محل الحكم والفصل بين الناس والعلم والقضاءولذلك فإن لمكانتها عظمة يعرفها ويجب أن لا يتم تغيير مسار رسالتها في مجتمعنا المسلم وأن تكون هذه البيوت رمزا لعقيدتنا وأخلاقنا الدينية الطاهرة.
ظواهر رمضانية
إلا أن ما يحصل في هذا الشهر الكريم مغايرا تماما عن ما نقرأه أو نسمعه فقد أصبحت المساجد في الشهر الكريم عرضة لتغيير السلوك الحسن وإبداله بسلوك غير مستحب على سبيل المثال نجد عند موعد الإفطار الناس يأتون من بيوتهم وهم يحملون أنواعا من الأطعمة والمشروبات للمساجد بغرض الإفطار مع الجهل أنه بذلك يتم الإساءة بهذه العادات والممارسات لمعنى المساجد وقيمتها الدينيةفتظهر الروائح غير محببة وتنتشر روائح الأطعمة وتنتشر الموائد وكأنها ولائم جماعية برغم أن بالإمكان الإفطار بتمرة وبعض الماء ومن بعدها إقامة صلاة المغرب إلا أن هذه الظاهرة من زيادة كميات الطعام والأواني والاشربة قد تزيد من إزعاج الصائمين والمصلين وتغير مفهوم الصلاة وأهمية المساجد في ديننا وهذا أمر منهي عنه في ديننا لحديث جابر رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال: (من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقúربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس” [صحيح البخاري (1/292) وصحيح مسلم واللفظ له (1/394)]. وهذا من أهم ما تعانيه مساجدنا في هذا الشهر الكريم لسبب الجهل وبغرض إفطار الصائم وزيادة الأجر ولذلك يجب أن يتحرى الناس حول هذه المسائل وأن يعرفوا أن المساجد بيوت عبادة وليست بيوتا للأكل والشرب المفرط بحجة الإفطار
النوم في المساجد
وإن الملاحظة الأكثر إيلاما لناظر القريب والبعيد عن مساجدنا هي ظاهرة النوم في المساجد غير الاعتكاف وإنما النوم المعتاد وبالذات في الأيام التي تسبق العشر الأخيرة من رمضان فظاهرة النوم في المساجد بدأت تنتشر من مسجد لآخر خصوصا في أوقات ما قبل الظهر أو ما بين الظهر والعصر فتجد الناس مترامين في كل مكان بالمسجد نياما إما لانتظار إقامة صلاة أو لنعاس شديد أو للنوم نفسه دون المراعاة لأهمية هذا المكان المقدس عند الله وعباده وقد ذكرت بعض الدراسات الإسلامية أنه وقع في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم انه خصص مكانا للنوم على جوانب المساجد سمي مكان أهل الصفة خصص لعابري السبيل والفقراء وبعض الصحابة من الذين لا يملكون بيوتا بعد الهجرة النبوية كون تلك الفترة كانت فترة خاصة ولم تكن هذه الأماكن الخاصة بالنوم في قاعة الصلاة وهذا لم يكن لجواز النوم بالمساجد وتحويلها إلى مراقد وتغيير معناها وأهدافها التي أوضحها الله تعالى في محكم آياته قال تعالى((إنما يعúمر مساجöد الله من آمن بالله والúيوúمö الآخöرö وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولمú يخش إلا الله فعسى أولئöك أنú يكونوا مöن الúمهúتدöين) [التوبة: 18].فقد ذكر الشيخ جبري إبراهيم أنه لا يجوز شرعا النوم في المساجد لا في رمضان ولا غير رمضان لأن هذه أماكن مقدسة بنيت لذكر الله وأداء الصلاة أما للنوم والأكل فلا يجوز ويحبذ الإفطار في رمضان على التمر والماء وما قل من الأكل الخفيف والذي لا يحمل الرائحة مثل الثوم والبصل فإنه لا يجوز لما يتم مضايقة المصلين من الرائحة الكريهة لهذا يجب مراعاة بيوت الله والمحافظة على نظافتها وقداستها.