صحة المراهقين في رحاب رمضان


مرحلة حساسة في حياة الإنسان يمر بها البشر من الجنسين- ذكورا وإناثا- تتحدد فيها شخصية الفرد وأسلوب تفكيره وسلوكه وتطلعاته إنها مرحلة المراهقة بكل تأكيد.
حيث من الضروري تناول قضية كهذه بمتناقضاتها خلال الشهر الكريم لما يمثله الصيام من قيم ومعان نبيلة وأجواء إيمانية روحانية تفيض على قاصديه ومحبيه راحة وسكينة لتستقر في وجدان المراهقين وتتأصل فتبدد وتزيل عنهم الرغبة في التمرد ومشاعر الامتعاض والتهميش.
الدكتور/عبد الإله حسن الإرياني استشاري الأمراض النفسية والعصبية تناول- عن كثب- قضية الصحة والصيام في سن المراهقة واصفا هذه المرحلة وما يكتنفها من تغيرات مختلفة وما يلزمها لبلوغ الرشد ومبرزا التدخلات الإيجابية المفيدة للمراهقين والمراهقات في شهر رمضان وعبر عن ذلك بقوله:
تعد فترة المراهقة – برأي علماء النفس- حلقة وصل بين طفولة الإنسان ورشده ويقسمونها – بدورهم- إلى مراحل ثلاث:-
1- المراهقة المبكرة: من سن (12- 14 عاما). 2- المراهقة الوسطى: من سن (15- 17 عاما).
3- المراهقة المتأخرة: ما بين (18- 21 عاما).
وخلال هذه الفترة الممتدة من سن(12-21 عاما) تطرأ على المراهق تغيرات واسعة كثيرة وكبيرة في مناح متعددة تؤدي بصورة من الصور إلى غياب التفاعل والإيقاع الحياتي المنتظم والرتيب ما بين المراهق ووالديه وأسرته وما بينه وبين المجتمع ويحصل لديه ما يشبه الانتفاضة في الآراء والأفكار والعقلانية بشكل يختلف فيه المراهق كليا أو جزئيا عما كان عليه سابقا.
فسن المراهقة تقابله تغيرات طبيعية جسدية ونفسية لكلا الجنسين (الفتيات والفتيان) ليصبحوا بعدها راشدين.
غير أن بداية هذه المرحلة التي يكون عندها البلوغ وكذلك نهايتها.. تختلف من شخص إلى آخر فلكل واحد ظروفه الخاصة أثناء المرور بهذه التغيرات ولكل تجاربه ومشاعره وشخصية ينفرد بها عن أقرانه ومع ذلك يشتركون في الكثير من الخصائص البدنية والنفسية والسلوكية بدرجات ونسب متفاوتة وهذا في الطب النفسي يعتبر من البديهيات.
غير أن بعض الآباء والأمهات قلما يتفهمون حساسية مرحلة المراهقة وما تتسم به من تغيرات على الصعيدين النفسي والسلوكي في وقت أحوج ما يكون إليه الأبناء والبنات أن يكونوا قريبين من والديهم بشكل يقوي ويوثق الروابط الأسرية.
وليس مجديا هنا الفرض التعسفي لقرارات أو قناعات معينة لأن ما يريده الأب أو تريده الأم يختلف عن الذي يريده أو يحتاجه أبناؤهم سواء الذكور أو الإناث ولا يعد هذا تمردا على العادات والتقاليد السوية في المسائل العادية أو التي تنم عن تباين الاهتمامات والاحتياجات إنما بالحوار الهادئ يستطيع الوالدان بناء مصارحة حقيقية والوصول إلى فهم وانسجام مشترك مع أبنائهم وبناتهم وهي النقطة الأهم للوصول إلى ثقة متبادلة وحل الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه المراهقين والمراهقات بدلا من لجوئهم للكبت والانعزال عن المحيط الأسري.
على الآباء فتح صدورهم لأبنائهم المراهقين لا أن يعاملوهم كأطفال كذلك الأمهات مع بناتهن المراهقات لتتجسد الثقة المشتركة والطمأنينة لكلا الطرفين(الوالدين والأبناء) وتحظى نصائح وآراء الآباء والأمهات بالرضا والاحترام وتنجلي وتتبدد مشاعر التهميش والامتعاض وخيبة الأمل.
وإذا وجد المراهق نفسه في وضع يصعب التعامل معه لانفعاله بقوة ثم ترك المجال للانفعالات الصغيرة والمشاحنات اليومية تتراكم فسيفضي هذا بالطبع إلى مشاكل نفسية وصحية منها أن ينتج عن هذا الجهد السلبي إسهال أو غثيان واكتئاب وآلام شديدة بالرأس ولا يستبعد أن ينتج عنه الأرق وفي حالات كثيرة اتباع سلوكيات سيئة مثل الإفراط في الأكل والتدخين.
إن الحديث عن المراهقة يقودنا– أيضا- إلى حالة الفراغ التي تعتري شعور البعض منهم وهي علة نجد دواءها في هذا الشهر الكريم لما فيه من صيام وأداء للصلوات النافلة إلى جانب المفروضة والمسنونة والإكثار من القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتسابق على الخيرات والقربات إلى المولى جل ثناؤه.
وكل ما سيحتاج إليه المراهق حينها لحل مشكلاته تعلم كيفية التعامل مع الأمور والمواقف بطريقة منطقية مسؤولة ولا سعادة سيجدها المراهق لو جابه كل أمر أو مشكلة بانفعال قوي وعصبية بل على العكس.
وعلى الفتاة ألا تنسى أن أمها كانت في يوم من الأيام فتاة مثلها ومرت بالكثير من التجارب.
وبالتالي عليها أن تتقرب من أمها وتشاركها بمشاعرها وتطلب منها العون والمساعدة عندما تكون الفتاة قلقة أو مضطربة أو تعاني من مشكلة ما.
والأهم- أيضا – اختيار الوقت المناسب لهذا- على انفراد- في وقت لا تعاني فيه الأم ضغوطا أو انشغالا وما إلى ذلك وهكذا ستشعر بالسعادة والطم

قد يعجبك ايضا