المسابقات الشعرية الفضائية إضافة نوعية للشعر أم تغطية للفراغ..¿

استطلاع/ محمد القعود


شهدت السنوات الأخيرة ظهور العديد من برامج المسابقات الشعرية التي تبث من شاشات الفضائيات العربية والمحلية والتي أثارت نقاشات متواصلة ما بين مؤيدين ومعارضين نظرا للنتائج التي تسفر عنها.
فهل هذه البرامج والمسابقات الخاصة بالشعر والشعراء تضيف إضافة نوعية إلى رصيد الإبداع الشعري وهل هي بالفعل تمنح جوائزها وألقابها المتعددة إلى أصحاب المواهب الشعرية الحقيقية الذين يستحقونها عن جدارة¿ أم أن هناك اعتبارات أخرى تتحكم في مسار ذلك.
ذلك ما طرحناه على مجموعة من الأدباء والشعراء والمثقفين خلال الاستطلاع التالي:
تعصب وأهواء
*يقول الدكتور الناقد عبد الله الحذيفي:
_المسابقات الخاصة بالشعر والشعراء تستدعي ابتداء الذين يرشحون أنفسهم لها من مجتمع واسع والذين يتقدمون هم قليل ممن تفتح لهم أبواب المسابقات ويكون منهم المجيد ومنهم دون ذلك ويظل كثير من الشعراء بعيدين عن المسابقات لظروف كثيرة ولذا لا يتحقق الحكم على أفراد الساحة الواسعة التي ينتشر فيها أهل هذا الفن وإنما يتم الحكم على فئة قليلة وصلت إلى منصات الاستعراض أمام المحكمين ثم هناك تدخل لمجتمعات الشعراء بسبب سهم التصويت من الجمهور غير المختص بالأدب والنقد هذا الجمهور الذي يتعصب لشيء آخر غير جودة الشعر كالوطنية يضاف إلى ذلك أن أعضاء لجان التحكيم لا يخلو الواحد منهم من أهواء فنية أو أيديولوجية أو تاريخانية كأن يكون متأثرا بمدرسة ما كالحداثة أو القديم أو القطرية… لذلك لا يخرج الحكم للجودة الشعرية لأنه لا يقيد بالشروط الموضوعية والفنية فلهذا وغيره تخرج الأحكام للشعراء بالسبق في مضمار المنافسة أقل مما يتمنى المشاهد الذي لديه مسكة من الأدب والنقد تكفي لمعرفة الرصانة الشعرية وربما ذهبت الجوائز لغير الشعراء الأفذاذ .
• ورغم تلك المثالب والملاحظات التي أوردها الدكتور عبدالله الحذيفي إلا أنه يرى أن لتلك المسابقات ايجابيات عديدة قائلا:
• لكن أنú ترى مضمارا ومتسابقين ولجنة حكم وفوز هذا أو ذاك بالجوائز المرصودة خير من الصمت من غير مسابقات شعرية فالمسابقات تحرك الشعراء أو من توجد لديهم القدرة على التنافس في جوانب إبداع الشعر وهذا يعود على اللغة بالحيوية والثراء في زمن تتكالب عليها ضرائر اللهجات واللغات المختلفة من كل صوب .
تقليد أعمى …!!
*وللدكتور الناقد عبدالله صلاح وجهة نظر أخرى تجاه برامج مسابقات الشعر وخاصة تلك التي تقدم من القنوات اليمنية حيث يقول:
-للأسف الشديد أن البرامج الخاصة بالمسابقات الشعرية في اليمن هي برامج موسمية غايتها إملاء الفراغ ليس إلا فما نلاحظه من سياقات فعالياتها يوحي بذلك. صحيح أن ثمة مبدعين يشاركون في الفعاليات لكن ما يولده مقدم البرنامج من انفعال وتوتر -بسبب تصرفات الذات المتضخمة والتقليد الأعمى لبعض البرامج الخارجية- يفقد توازن الشاعر المبدع خاصة حديث العهد بمواجهة الجمهور. زد على ذلك عدم توافر المهنية في اختيار لجنة التحكيم فأعضاء اللجنة ليسوا نقادا متخصصين وإنما شعراء ومثقفين وهم لا صلة لهم بالنقد. فالنقد علم متخصص له رجاله وعشيرته وله قوانينه ونظرياته ومناهجه الخاصة.
* ويضيف الدكتورعبدالله مستدركا:
_على كل تلك البرامج لا تقدم أية إضافة نوعية يمكن أن تطمئن إليها النفس أو تستحق الإشادة ولكنها محاولة تجريبية يجب على المعدين لها والمقدمين الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم وخاصة في دول الخليج العربي فلها باع طويل في هذا المجال لتوافر الدعم المادي وامتداد الممارسة. ثمة إشارة أخرى وهي أن نسبة المبدعين المشاركين في هذه البرامج لا يتجاوزن نسبة 5% من نسبة المبدعين المغمورين في اليمن وهو ما يعني ضرورة تشجيع هؤلاء للمشاركة من خلال مضاعفة الدعم المادي المغري والمحفز للمشاركة فضلا عن الاستعانة باتحادات الأدباء في المحافظات للوصول إليه ودعوتهم . في النهاية ما نؤمله هو أن تتجاوز هذه البرامج فكرة “الموسمية” لتؤسس لها خطا مستقيما طوال العام لأن تكرار الفعل والاستمرارية يولد الجودة والكيف ويكسب الخبرة ويعمق الرؤية.
برامج قاصرة..!!
*ويقول الأديب الناقدفارس البيل :
_في زمن الاجتياح التلفزيوني والتقني ووسائل التكنولوجيا المهيمنة على شئون الحياة .. يتجه الاهتمام والتفكير إلى المادة المعروضة بتقنية وجرافيكس ومؤثرات.. وتنزوي حالة القراءة ..وسبل المطالعة التقليدية. كل شيء في الحياة يتطور .. يستتبعه اهتمام الناس وانجذابهم ..وأن تبقى فنون المجتمع وآدابه وموروثاته قيد وسائل العرض العتيقة والتفاعل القرائي النخبوي ..فإنها ستئول إلى فئة قليلة من الناس لايتعاطون مع هذه التقنيات ..وتبقى حبيسة تداولهم ..ويعيش جيل التقانة غريبا عن آدابه وفنونه .. هذا مايدعو لأن تقتحم الفنون والآد

قد يعجبك ايضا