المريض يبان من عنوانه

أحمد غراب


أحمد غراب –
حتى المرض في بلادنا يشتي له ضمار ولولا انه مقدر ومكتوب لقلنا ما يمرض الا سترة.
انت مريض مش مهم ماذا تشعر¿ مما تعاني ¿
المهم : كم معك فلوس ¿
عزيزي المريض اليمني عندك التهاب في الجيوب المادية
واحتقان في السيولة المالية وحراف مزمن وتورم في الغدد النقدية
والمستشفيات صارت ترفع شعار المريض يبان من عنوانه
إذا هو شكله مرتاح يعالجوه ما لم يزفروه او يحولوه أي مستشفى آخر.
هل رأى الطب طفارى طفارى مثلنا ¿
كم تعبنا ومرضنا وما تعالجنا وقد بعنا الفراش من تحتنا
– الو يا دكتور
– ايوه معك
– معك شركة خزيمة الطبية معنا اصناف جديدة ورخيصة
والأمراض عندك ما شاء الله اللهم لا حسد
– أصنافكم تعبانة والمرضى مش ناقصين تعب
– عشرون بالمائة عمولة مع تذكرتي سفر لجزيرة المالديف تروح تنفخ وتغير جو.
– الدكتور : خليها خمسين بالمائة عمولة مع خمس تذاكر لجزيرة هاواي ومالك الا اصرف الأصناف حقكم كلها .
– مع انك طماع لكن ما في مشكلة اتفقنا .
– الو يا دكتور
– ايوه معك
– حول لنا عشرين.. ثلاثين عملية من المستشفى الحكومي والنسبة نصفين
– الناس حراف وبطلوا يسووا عمليات الا اذا رفعت النسبة سبعين بالمائة
ممكن أشوف كيف أسوي ¿
– وليش الطمع واحنا دائما نقسم النسبة نصفين .
– نقسم نصفين عندما تكون عمليات طبية لكن هذه قديه عمليات انتحارية
لان المرضى أصلا بخير ما فيهم شي وأنا أحولهم الى غرفة العمليات.
باختصار طالما معك فلوس أنت وضمارك (لا اقول ضميرك) افتح لك مستشفى او مستوصفا او عيادة او صيدلية اطلب الله مع شركات أدوية شل منه ناوله والإنسانية من باوله عندما يصبح الطب سوقا بلاراعي يقدم المقوت نفسه على انه طبيب مخ وأعصاب ويقدم البنشري نفسه على انه مختص بالجهاز التنفسي
ويا ما أسهل الطب عند المتطبطبين .
باختصار
الطب في العالم = الإنسان أولا
الطب في اليمن = المادة أولا
الصحة في العالم = سلامتك
الصحة في اليمن = نودعك
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.