يحدث في رمضان في اليمن فقط

خالد الصعفاني


 - رمضان اليمني يحفل بالكثير من المميز والخاص والسيئ معا , لكنني اليوم في مهمة التأشير إلى ثلاث ظواهر غير ايجابية لا أعتقد أن بلدا آخر يشترك معنا فيها , على الأقل
رمضان اليمني يحفل بالكثير من المميز والخاص والسيئ معا , لكنني اليوم في مهمة التأشير إلى ثلاث ظواهر غير ايجابية لا أعتقد أن بلدا آخر يشترك معنا فيها , على الأقل إذا اعتبرت البلدان التي زرتها عينة وكانت مساجد صنعاء مؤشرا على ما يجري في الكثير من دور العبادة في رمضان تحديدا ..
.. ربات البيوت واربابها يحرصون على إرسال الأطفال ابو سنتين وثلاث وأربع وما فوقها للجوامع في صلاتي الظهر والعصر تحديدا وكأني بهؤلاء يجعلون من مقولة عودوهم على بيوت الله رخصة شرعية للتخلص من ابنائهم لاستكمال جرعة النوم الصباحية أو تجهيز الفطور بعيدا عن قلق العيال .. الدليل أن معظم الأطفال يأتون للصلوات برفقة إخوانهم الأكبر منهم عمرا وليس عقلا وليس مع ابائهم ..
.. هل هو تعويد الأطفال على الجامع بينما الآباء في رخصة من الجامع حتى اشعار آخر .!!
.. هل من الذوق ان يتحول مشهد المساجد الى اشبه بحدائق وأماكن لعب للأطفال في الوقت الذي علينا توفير اجواء الروحانية فيه لقارئي كتاب الله والمصلين .. !
.. حتى القائمين على الجوامع اصبحوا اسرى لفكرة تشجيع الاطفال لكنهم عاجزين عن ضبط الأطفال من الجري في المسجد وتنجيس بعض جوانبه بسبب السراويل التي تقطر ماء الوضوء ممن لا وضوء له ولا صلاة عليه .. !
.. تحفيز الأطفال على الجوامع يبدو أنه مقتصر على رمضان فقط بالنسبة للكثير من الاسر اليمنية وهذا يؤكد فكرة التخلص منهم خدمة لفكرة النوم وتجهيز الفطور .. يعني لصالح راحة الآباء والامهات منهم لساعات ..!
.. وفي حين تهتم جميع المساجد بتنبيهات ” اقفلوا التلفونات وابقوا اتصالكم بالله ” إلا انها تركت الأبواب “سداح مداح” لكل من هب ودب من الأطفال .. هؤلاء تجدهم يجرون ويصرخون ويخلخلون صفوف المصلين ويتخطوهم في الصلاة , ولا أدري كيف هي لدى المعنيين مقاربة نفع أن يكون للأطفال حضور في المساجد بالمضار التي تحدث ..!
.. ظاهرة أخرى يمنية ولكن ليلية حيث لا تكاد ترى حارة ولا شارع ولا ” زغط ” إلا وهو يكتظ بالأطفال من الجنسين .. صحيح الكهرباء لم تقصر وجعلت جل إحياء العاصمة ظلاما دامسا لكن إرسال الأطفال للخارج غلط ولا تكاد ترد الآباء والامهات عنه حالات خطف الأطفال العديدة أو اصاباتهم او حتى لقاح السلوكيات غير الحسنة معهم ..!
.. وفي اليمن ظاهرة اخرى استغرب وانا اتابعها تتكرر بصورة ملفتة .. نساء من كل الاعمار والاحجام لا تكاد تصادف شارع ولا ” زق ” ولا متر مربع إلا وتراهن .. حراك مستمر لم يقلل منه انطفاء الكهرباء كما يفترض العقل والمنطق بل بالعكس برر للكثير من الأسر السماح للنساء بالخروج ربما لان الجلوس في الظلام ” غمة ” لكن هؤلاء لا يريدون التنبه لآثار ذلك الخروج غير الطبيعي وغير المبرر في اغلبه .. حوادث سرقة وهي اضعف السوء هنا مع احتمالية حدوث تحرشات ومضايقات وحتى اغتصابات وكلها وفقا لما اعتقد موجودة بالجملة لكن الجميع لا يريد التحدث عنها او الاعتراف بها ..!
أخيرا :
.. لماذا لا نعقل جميعا ونتقي الله ونحن في شهر التقوى فنربط شهر رمضان بأذكى العبادات وأطهر السلوكيات .. من المفيد أن تأخذ يد ابنك معك للجامع إن أردت ان تعلمه فهكذا يعرف أنك قدوته ويعرف أن الصلاة عبادة وأن الجامع بيت الله وليس متنفسا للهو والجري واللعب .. ومن الجيد أن نحفظ علينا أبناءنا ليلا كي لا ندفعهم ثمنا باهظا بعد ذلك .. ولماذا لا نعيد النظر كأرباب أسر ونحن نجعل من بعض النسوة شياطين رمضان في الوقت الذي تكفل الله بتصفيد شياطين الجن رحمة بعباده ..!!

قد يعجبك ايضا