أمهات أهلكهن بعد وجفاء الأبناء

استطلاع / أسماء حيدر البزاز


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
* التفت إليها وإذا بها تبكي بكاء الطفل المغلوب على أمره , سألتها : ما يبكيك ¿ بدموعها الحارة وكلمات تخنقها العبرات قالت : لي ولد وحيد ربيته وعلمته وبعت كل شيء بعد وفاة والده من أجله , عملت في كل شيء وحرمت نفسي وأعطيته وله مضى عمري في أن يسافر ويحقق طموحه ويعود ليعوضني بعد أن أثقل علي العمر وضعفت قواي , وصرت لا أقوى حتى على كفالة نفسي , أناديه كل ليلة بدعائي وصلاتي لعلي أظفر برؤيته قبل الممات , غير أن رحلته طالت ولا أسمع عنه سوى تلك الأخبار التي ينقلها لي العائدون من دولة الإمارات العربية !!

هكذا حدثتنا أم إبراهيم حسن الذروي شاكية غياب ولدها عنها منذ أكثر من أربع سنوات ولم يصلها منه حتى اتصال أو SMS , رغم الحالة المأساوية التي تعيشها أم إبراهيم هنا ونقيضها حالة ولدها في الإمارات , نطرحها من خلال هذا الصرح الإعلامي مناشدة لإبراهيم أن يتق الله في أمه التي أنذرت حياتها في سبيله , فلو علمت كيف صار حال أمك من بعدك ما هنأت بالعيش بعيدا عنها ولو للحظة واحدة , فاجعل من هذا الشهر محطة للعودة والتوبة فما يدريك لعلك لا تدركها في رمضان آخر فما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم
قلبي سامحك
* ولا يختلف حال أم صادق عبد العزيز عن سابقتها بعد أن تركها ولدها مسافرا إلى المملكة العربية السعودية بحثا عن عمل وما إن غادر بلاده غابت أخباره , مخلفا وراءه أما مشلولة وزوجة تحملت عنان المسؤولية لخمسة أبناء
تقول أم صادق : لو كنت أعلم أن رحيل صادق بحثا عن وظيفة سيخلف كل تلك المتاعب والآلام لمنعته ولفضلت الموت فقرا خيرا من الموت ألما لا نعرف عنه شيئا ولا عن حاله وأحواله ما إن يرن الهاتف حتى نتهافت عليه كالملهوفين أملا بأن يكون المتصل هو , وما طارق للباب إلا نرتقب أن نسمع صوتا ونشعر بحسه يملأ البيت , كم من رمضان مر وكم من عيد وأقول في نفسي ربما سيأتي وسأراه وسيطلب مسامحتي على جفاه وبعده عني , مازلت أتذكر كل كلامه وحركاته كان لطيفا معي جدا فما الذي قسى قلبه على أمه , أتمنى أن يقرأ صحيفتكم ويسمع ندائي ليعلم كم أنا مشتاقة له ورغم كل ذلك قلبي مسامح له دنيا وآخرة إن جاءني حية أو زارني ميتة !!
الله بيني وبينهم
* قد يكون القريب بعيدا ولا تقاس الطاعة والبر بالقرب أو البعد , فأم سنان -70 عاما أم لثلاث بنات وولد واحد , كلهم تزوجوا وفتحوا بيوتا وخلفوا أبناء وأخذتهم الحياة كل مأخذ , الأم ساكنة في صنعاء والأبناء كذلك , تخيلوا ثلاث سنوات لم يأت أحد منهم لزيارتها , قمة العصيان أن نرى ذلك في مجتمع مسلم قائم على صلة الرحم من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله , عندما التقينا بأم سنان قابلتنا بابتسامة تخفي ألما يعتصرها , قالت : أعيش هنا لوحدي ولا بأس الوحدة عبادة , فإن كان أفلاذ أكبادك تركوك فما الذي تنتظره من الناس , لي الله أن يقبض نفسي وأنا على قدر من العافية , والله بيني وبينهم !!
أقرب الناس
* كلمات تقشعر منها الأبدان , فلا يعلم مكانة الأم من فقدها , وهنا يأتي أهل المواعظ والنصح والإرشاد من باب “فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” فأفرح قلب أمك في هذا الشهر المبارك واجعله شهر صلة رحم وعودة وتوبة , حيث يفيدنا العلامة جلال الديلمي : أن من قطع صلة أقرب الناس إليه فقد قطع الله صلته به مستدلا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) وقوله ” إن الله حرم عليúكمú عقوق الúأمهاتö ووأúد الúبناتö ومنúعا وهاتö وكرöه لكمú قöيل وقال وكثúرة السؤالö وإöضاعة الúمالö “
جزاء القطيعة
* وقال : أما تخاف يا من تقاطع أمك وتجازيها بالجفاء والبعاد من عقوبة العظيم الجبار فقطيعة الأم من أشد الذنوب وأعظمها حيث توعد الله صاحبها باللعن لقوله تعالى : ( فهلú عسيúتمú إöنú توليúتمú أنú تفúسöدوا فöي الأرúضö وتقطöعوا أرúحامكمú * أولئöك الذöين لعنهم الله فأصمهمú وأعúمى أبúصارهمú )
فقد خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحق الرحمن عز وجل فقال : مه ! فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . فقال : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ¿ قالت : بلى قال : فذاك “
وقوله صلوات ربي وسلامه عليه وآله : ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآ

قد يعجبك ايضا