حصن الوطن العظيم
كتب/المحرر السياسي
سيظل الجيش اليمني دائما وأبدا القلعة الحصينة والصخرة الصلبة التي تتكسر على رسوخها وثباتها مؤامرات المتربصين بأمن الوطن واستقراره وسيبقى جيشنا الباسل تلك المؤسسة الوطنية العملاقة التي أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الثوابت الوطنية بعزم لايلين وعقيدة لا تنال منها ترهات الحاقدين ومطامع الكائدين والمتقولين.
إن القوات المسلحة اليمنية بكافة تشكيلاتها ووحداتها باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى درع الوطن الحصين وصمام أمانه والحامي لمكتسباته الوطنية وهي يد الشعب التي ستبطش بكل من يحاول النيل من مقدراته أو الالتفاف على طموحات أبنائه في الحرية والكرامة والإرادة الجامعة في بناء يمن جديد بموجب مخرجات الحوار الوطني.
وواهم كل الوهم من يظن أن جيش اليمن سيصبح في يوم من الأيام تابعا لفصيل سياسي أوحكرا على جماعة أو حزب أوطائفة بل إنه سيبقى حاميا للدولة وسيادتها وللوطن وتطلعاته وسدا منيعا أمام كل القوى الشيطانية التي تريد أن تجعل البلاد نهبا لمآربها الظلامية أو أهدافها التسلطية القمعية المعادية لإرادة اليمنيين.
جيش اليمن في البر والبحر والسهل والجبل هو ذخر البلاد وحارس عرينها وهو الطوق الذي يتشبث به اليمنيون عند الملمات والنوازل جيش عاهد الله والشعب أن يحمي اليمن وأن ينتصر لإرادة أبنائه جيش لا ينكسر ولا يستسلم ولا يهادن البغاة والمجرمين.
وكما قال الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة ستظل القوات المسلحة رهان الشعب وقوته في صنع حاضر ومستقبل الأجيال التواقة إلى غد أفضل تسوده العدالة والمساواة والعيش بسلام ووئام كما ستظل في كامل أهبتها واستعدادها لتنفيذ المهام المنوطة بها على أكمل وجه وعدم السماح لأي كان بالخروج على الإجماع الوطني ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
ومن المؤكد أن أبناء الشعب وقواه الحية تدرك جيدا وتنظر بإكبار واعتزاز إلى حجم التضحيات الكبيرة التي قدمتها القوات المسلحة من أجل اليمن وأمنه واستقراره كما تعلم جيدا حجم الدروس التي لقنها أبطال الجيش الأوفياء للفئات الضالة والقوى الظلامية بامتداد ربوع الوطن وبامتداد التاريخ الحديث دفاعا عن الجمهورية والوحدة والكرامة والمكتسبات الوطنية.
ولا يمكن أن نغفل الإشارة إلى عملية التحديث المستمرة والبناء المتواصل لقواتنا المسلحة خاصة منذ أن أمر الأخ رئيس الجمهورية بإعادة هيكلتها وبنائها على أسس علمية حديثة بعيدا عن الولاء للأشخاص أو القوى الحزبية أو الارتباط الجهوي أو المناطقي وبما يواكب عمليات البناء والتطوير التي وصلت إليها الجيوش المتقدمة في العالم.
وفي هذا الصدد فإنه من واجب كل اليمنيين والقوى الوطنية والحزبية أن تشكل اليوم ظهيرا قويا وسندا صادقا للقوات المسلحة باعتبارها مصدر فخر وعزة للجميع نظرا لمهامها الكبيرة وأدوارها المحورية في الحفاظ على سيادة الوطن وحماية ثوابته وبعيدا عن الصراعات السياسية أو الحزبية أو المذهبية.
ومن المناسب في هذا السياق أن نذكر كل الأطراف السياسية والحزبية أن تنأى بنفسها وبخطابها الإعلامي القائم على المكايدات عن كل ما يخص المؤسسة العسكرية وقادتها إذ إنها مؤسسة وطنية بامتياز لا يمكن أن تكون إلا للوطن وحسب خالية من أي ولاءات أخرى أو ارتباطات خارج مهامها المنوطة بها.
ولاشك أن القرارات التي أصدرها أمس الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بتعيين عدد من القادة العسكريين لم تأتö لمعالجة ما ترتب على أحداث عمران وسيئون أخيرا وحسب وإنما أتت في سياق استكمال عملية هيكلة المؤسسة العسكرية واستمرارا للجهود المبذولة على صعيد بناء القوات المسلحة واختيار قادتها من ذوي القدرة والكفاءة والتأهيل وممن يثبتون أنهم أهل لنيل شرف المسؤولية والقيادة في مفاصل هذه المؤسسة الوطنية الشامخة.
ولا يفوتنا هنا أن نوجه تحية إجلال وإكبار لكل فرد في قواتنا المسلحة الباسلة وقوات الأمن الصامدة في كل مواقع الشرف والفداء وحيث يرابطون في قمم الجبال وبطون الأودية وعلى كل شبر من ارض اليمن وفوق ترابه الطاهر بشموخ وإباء وعزيمة لا تلين نقول لهم جميعا أنتم في حدقات أعين شعبكم وعنوان افتخاره وصموده في وجه كل التحيات والمحن .