النازحون من عمران.. لماذا نتجاهلهم¿

فتحي الشرماني


 - بضع سنوات مرت ونحن نشهد موجات من النزوح جراء المواجهات المسلحة المتكررة التي لم يأخذ الوطن فيها فرصة حقيقية لالتقاط أنفاسه, سواء في جنوب الوطن بفعل الحرب بين الجيش وعناصر القاعدة,
بضع سنوات مرت ونحن نشهد موجات من النزوح جراء المواجهات المسلحة المتكررة التي لم يأخذ الوطن فيها فرصة حقيقية لالتقاط أنفاسه, سواء في جنوب الوطن بفعل الحرب بين الجيش وعناصر القاعدة, أو في شماله جراء الحرب الدائرة بين الجيش والجماعات المسلحة بدءا من أول حرب نشبت في عام 2004م وانتهاء بسابع حرب جرت ولا تزال تجري أحداثها اليوم, ناهيك عن نزوح بعض الأسر بفعل مواجهات 2011م, وما نشب على هامشها من مواجهات متقطعة في الجوف وحجة, وصولا إلى أحداث دماج وحاشد, وغير ذلك.
الحرب لا ترحم, ولا يشعر بقهر الحرب وفضاعة مآسيها إلا من عرفها عن قرب وأرغمته على ترك مسكنه وأرضه وبلاده وكل ما يملك, باحثا عن مأوى آمن ينجو فيه بنفسه ومن يعول .. فهل نحن نملك الإحساس بقضية هؤلاء ونقدر معاناتهم التقدير الصحيح, أم أننا قد أصبنا بالتبلد حيال كل ما يحدث من كوارث يكتوي بنارها أناس كثيرون, ولسنا مؤمنين بما يجري إلا حين نتذوق مباشرة نوعا من هذه المآسي¿
إذا لم نستطع أن نوقف طاحونة الحرب فإن من المعيب أن نتخاذل بمختلف شرائحنا الاجتماعية عن إغاثة وإيواء النازحين, لاسيما المجاميع التي دخلت حديثا قائمة النزوح جراء الحرب المشتعلة في عمران وبعض مديريات محافظة صنعاء, فكما يقال: إن أحياء وشوارع من العاصمة تكتظ بهم, وهم الكرماء الأعزاء, ولكنها الحرب هي التي جعلتهم في هذا الموقف الحرج.
لا بد أن تتضافر كل الجهود الحكومية والأهلية للوقوف إلى جانبهم, وإشعارهم أن اليمنيين جسد واحد, يتراحمون فيما بينهم, وإن كان بعضهم يصوب سلاحه تجاه الآخر.
النازحون من عمران مجاميع بالآلاف تحتاج إلى الغذاء والدواء والمأوى ووسائل ممارسة الحياة, فلا تتركوهم يا رجال الخير في شهر الكرم والعطاء.
إن القضية تحتاج إلى تفاعل المؤسسات والشركات والمحلات التجارية وغيرها من المشروعات الاستثمارية لتقديم ما هو واجب أخلاقيا وإنسانيا ودينيا تجاه هؤلاء المنكوبين حتى يعودوا إلى ديارهم حيث شجونهم وآمالهم وأحلامهم وتاريخهم وطفولتهم وذكرياتهم.
مهم جدا أن يتضافر الجميع من أجل صناعة الحياة في زمن يعلو فيه صوت الرصاص والقذائف وأنين الجرحى والمصابين .. فبهذا السلوك الإنساني نصنع الابتسامة التي تتغلب على دموع الأحزان, لاسيما أننا نودع في كل يوم أرواحا كانت تحلم بمستقبل جميل وكانت السعادة تغمرها وهي صائمة بين الأهل, غير أن الحرب جاءت لتخطفهم وتنشر بعدهم أحزان الفقد بين أم ثكلى وزوجة أرملة وطفل يتيم.
والسؤال المهم هنا: ما الذي صنعته الحكومة حتى اليوم تجاه مأساة هؤلاء النازحين المنكوبين¿

قد يعجبك ايضا