رمضان فرصة للحوار والتسامح

جميل على محسن النويرة

• ما إن يحل شهر رمضان المبارك حتى يملأ النفس شعور جديد ومشاعر فياضة وكأن الإنسان في هذا الشهر الكريم يستبدل فكره وجوارحه وقلبه بحواس أخرى نقية لم تقارف ذنبا أو تواقع معصية فهي بريئة من العيب والدنس هذا هو حال استقبال الناس لرمضان …
• إن بلوغ شهر رمضان المبارك نعمة كبرى ومنة عظمى من الخالق جل في علاه وهذه النعمة والمنة يقدرها حق قدرها المؤمنون الصالحون ومع دخولنا في أيام هذا الشهر نباشر جميعا في الانتظام بروحانية هذا الشهر وبركاته بعد أن أنهكتنا شهور العام كله بضجيج الحياة وصخبها وزحام الدنيا ومفاتنها ونزواتها العامرة وشهواتها العارمة .
• وما إن ندخل في أيام وليالي هذا الشهر حتى تعيد لقلوبنا صفاءها ولنفوسنا إشراقها ولضمائرنا نقاءها لأن روحانيته تجول في النفس البشرية فتحدث فيها تغييرا حتى تصل إلى أعماقها ووجدانها فتغرس طهارة القلب وزكاة النفس ..
• ولا تقتصر آثاره ونفحاته على الفرد الصائم وحده! بل تعم آثاره ونفحاته المجتمع بأسره لأنه موسم رباني وحدوي اجتماعي وسبب موصل إلى التعرض لسنة الله بتغيير أحوال الزمان والمكان والأفراد والمجتمعات لتنال رحمة الله وتستحق العزة والأمان والقدرة على تجاوز الأزمات والصعاب والفتن والمحن …
• ويأتي علينا رمضان هذا العام في يمن الإيمان وقد حطت الأزمة حمولتها المحملة بالمشاحنات الكيدية والسياسية والتي كادت أن تعصف بنا وبمجتمعنا ولا نخفي أن وطننا قد عانى من هوان الصراعات والمكابدات التي لا تبني وطنا ولا تحل أزمة من أزماته ..
• وإننا ومن روحانية هذا الشهر المبارك ندعو جميع القوى السياسية والفاعلة ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء في هذا الوطن أن يعودوا إلى ضمائرهم أن يقفوا مع القيادة السياسية وأن يستلهموا من نفحات هذا الشهر الكريم ما يعزز روح الانفتاح والحوار والتوافق.
• وأن يغلب الجميع مصلحة الوطن العليا على كل المصالح الشخصية أو الحزبية لأن هذا الوطن لن يستقر ويتعافى وينهض إلا بروح التوافق والحوار لأن التجارب التي مرت بهذا الوطن قد أثبتت أن الحل هو الحوار والتوافق الذي ارتضيناه جميعا لنا ووقعنا فيه الاتفاقيات.
• والشراكة الحقيقية تستدعي أن ينفتح الكل على الكل ويساهم الكل في بناء هذا الوطن الذي نريده وطنا قويا يعيش فيه الجميع على أساس المساواة وعدم التمايز بين أبنائه .
• ولا ينبغي أن يكون الاختلاف على المصالح الشخصية عائقا أمام بناء الوطن ومخرجات الحوار الوطني لأن ذلك يؤدي إلى الكيد والتناحر السياسي والذي بدوره يقوض العملية السياسية والوفاق ويضعف الدولة اليمنية ويقطع أوصالها لتتحول إلى مشاريع صغيرة كان بإمكاننا تفاديها …
• أن السيل العارم من الأزمات والمآسي والتي أعتقد أننا قد تخطينا أصعبها لا تزال آثارها تنعكس سلبا على معايشنا وأحوالنا الاقتصادية لأن المواطنين في النهاية هم من يدفعون أثمان الاختلافات والتناحر والتصارع السياسي يدفعون خسائر باهضة في لقمة عيشهم وأرزاقهم واستقرارهم.
• أن وطننا الحبيب محتاج إلى أبنائه ليعملوا جميعا على جمع شتاته ويعيدوا لحمته ولا يكون ذلك إلا بجهود المخلصين الشرفاء فليكن شهر رمضان فرصة لنا جميعا إلى العودة إلى الذات والضمير والحس الوطني ولنحتكم جميعا إلى سلطان العقل والحكمة والتروي ونبتعد عن النزوات والتشنجات ونلتف حول رئيس الجمهورية في بناء وطن الخير والعطاء حفظ الله وطننا من كل سوء.

قد يعجبك ايضا