الفشل الكلوي وخصوصية صيام الشهر الكريم


عندما شرع الله تعالى لعباده الصيام أودعzفيه فوائد توارى عن الإنسان معرفتها حق المعرفة حتى كشف عنها العلم حديثا وتجلت حكمته المشرئبة بالخير في وضع شروط قويمة لهذه الفريضة لينتفع الصائم بصيامه بما ينعكس إيجابا على صحته متبوعة بأحكام أجاز فيها للصائم أن يفطر إذا لازمه أو اعترضه مرض موهن أعاقه مؤقتا عن الصيام أو أعجزه عنه وقوض مقدرته على احتماله.
وهذا- بالطبع- ينطبق على حالات القصور والفشل الكلوي وعموم المشاكل الكلوية.
ببصيرة المتخصص الخبير بالمزايا والنوائب يستعرض الدكتور نجيب وازع أبو أصبع- استشاري علاج وزراعة الكلى (رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفى الثورة العام بصنعاء) مشكلات كثيرة تعتري الكليتان موضحا أوجه العلل الكلوية وما يكون في صيام مرضاها ومبديا نصائح رمضانية حري بالقارئ الاستفادة منها فإلى التفاصيل:
قبل البدء بالحديث عن فوائد الصيام على الكلى لابد لي أولا من التعريج على هذا الجهاز البشري البديع والفائق الدقة في أدائه لوظائفه بالجسم.
فالكلية: العضو الإخراجي الأول في الجسم ليتخلص من خلالها من معظم المواد السامة التي يتناولها الإنسان بشكل مباشر كالأدوية أو بشكل غير مباشر مثل المعلبات والمأكولات الفاسدة التي يمكن أن يكون لها آثار مدمرة تؤدي بالكلية إلى القصور أو حتى الفشل الوظيفي في ترشيح الفضلات الإخراجية الناتجة عن(عملية الأيض) سواء البنائي أو الهدمي فمن خلالها يتخلص الجسم من الأملاح والشوارد الزائدة والماء الزائد عن حاجته كما تعمل على ضبط ضغط الدم عند مستواه الطبيعي.
وفي الصيام يختلف الوضع إلى حد كبير فتقلل معه كمية تناول الفرد للمواد الغذائية والمواد الضارة ما ينعكس- إيجابا- على تقليل كمية الفضلات الإخراجية التي ينتجها الجسم بما يخفف العبء على الكليتين عند أدائهما لوظيفتيهما, ومن ثم حمايتهما من الآثار المرضية لهذه المواد.
إنه أشبه باستحداث نوع جديد من العلاجات يعتمد على الجوع أو الصوم على نحو يؤكد الحكمة النبوية المباركة التي تجلت في قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “صوموا تصحوا”.
لكنه ليس ليفيد الصائم- على الإطلاق- ما لم يستوف الشروط الصحية بما يلائم وضعه الصحي بمعية تحاشيه للمحاذير التي لا تعود على عافيته بالنفع بل بالضرر وهو ما يجب مراعاته أكثر عند صيام المرضى كالذين يعانون من مشاكل في الكلى.
ومن هنا ننتقل إلى الحديث عن الفشل أو القصور الكلوي بمعنى عدم كفاءة الكليتين وأنهما لم تعودا قادرتين على القيام بكل أو ببعض وظائفهما السابقة في استخلاص وطرد مخلفات الطعام والشراب ومخلفات البناء والهدم التي تنقل إليها عبر دورة الدم بالجسم وبما يجعل- أيضا- عملية التخلص من السوائل والأملاح مسألة صعبة.
ولا شك أن أسبابهما كثيرة مثل: انسداد مجرى البول الناتج عن حصوات الكلى داء السكري وجود التهابات ميكروبية بالكلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني بعض أمراض الجهاز المناعي كمرض الذئبة الحمراء(الثعلبة) الإصابة بالبلهارسيا وجود أمراض وراثية مثل(تكيس الكليتين متلازمة البورت) وسوء استخدام بعض الأدوية والمسكنات وما إلى ذلك.
– مرضى القصور الكلوي (ما قبل مرحلة الغسيل الكلوي):
مرضى هذه المجموعة يشكون من أعراض القصور الكلوي المزمن مثل (التعب الوهن فقدان الشهية فقر الدم تغير في كميات البول ضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم بالنسبة لبعض المرضى..) .
وعموما المرضى الذين ينتمون إلى هذه المجموعة يعانون من تدهور في وظيفة الكلى تدهور لا تزال معه الكلية تقوم بطرح البول وبعض المركبات الناتجة عن التمثيل الغذائي ولكن بشكل جزئي أي أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الفقدان الكامل لوظيفتها.
وبموجب دراسات أجريت على الصيام وما له من تأثير على هذه العينة من المرضى في كلية الطب بجامعة الإسكندرية وجد أن له تأثير مؤذي على الأنابيب الكلوية وبذلك يكون له تأثير ضار بمرضى القصور الكلوي ما قبل الغسيل الكلوي مما يتوجب عليهم الإفطار حفاظا على صحتهم.
فالصيام في هذه الحالة يقلل من كمية الدم الواصل إلى الكلية الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تلف ما تبقى من (كبيبات الكلى) وفقدان ما تبقى من وظيفة الكلية.
•مرضى القصور الكلوي المزمن(الغسيل الكلوي):
تعاني هذه الشريحة فقدانا شبه كامل لوظيفة الكلى وغالبا كمية البول لدى هؤلاء المرضى قليلة جدا أو ينعدم البول نهائيا عند البعض لأن لديهم انحباس في السوائل والأملاح المعدنية يصاحبه ارتفاع في ضغط الدم وزيادة نواتج التمثيل الغذائي مما يحتم عليهم الاستصفاء الدموي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
وبذلك يسمح لهذه الشريحة من المرضى بالصيام فهو مفيد لهم على أن تكون جلسات الغسيل الدموي في الفترة المسائية لأهمية تناولهم محاليل وريدية أثناء الغسيل من شأ

قد يعجبك ايضا