كهرباء الشمس

يكتبها : واثق شاذلي

 -  هل يمكن ان تتغير وتتبدل علاقتنا بالشمس من الخوف من لهيبها و الضيق  بحرارتها أو الاختناق بهجيرها... الى علاقة ود وحب وصفاء لا نجدها للأسف بين بني الإنسان أنفسهم
هل يمكن ان تتغير وتتبدل علاقتنا بالشمس من الخوف من لهيبها و الضيق بحرارتها أو الاختناق بهجيرها… الى علاقة ود وحب وصفاء لا نجدها للأسف بين بني الإنسان أنفسهم فتمد شمسنا الينا يدها الملتهبة ولكن في قفاز من حرير تمسح بها على وجوهنا واجسادنا المحروقة فتعيد لها تفتحها وبهجتها وتنظرالى حيرتنا و عجزنا عن حل ازمة الكهرباء لدينا فتقول ” اذهبوا صادقين للنظر في الحل.. انه موجود .. إني ذاهبه معكم”.
هل ستقف الشمس الى جانب الشعب اليمني و تكشف عورة أعداء الضياء والنور سواء اولئك الدين يدمرون أبراج الكهرباء ومعداتها أو يمنعون وصول الوقود الى محطات الكهرباء لتشغيالها أو يخرجون علينا كل يوم بحيلة جديدة لمزيد من انطفاءات الكهرباء و تجريعنا مزيدا من عذابها,هل ستعفينا من محاربة طواحين الهواء وتساعدنا في القضاء على مجرمي الكهرباء وعصاباتهم ومن يدعمهم ويساعدهم من خلف ستار وهل ستكون في مقدمة من يعمل على تنفيد مقررات مؤتمر الحوار الخاصة بالكهرباء والطاقة رغم عدم مشاركتها أو من يمثلها في هذا الحوار لإدراكها أن عملية الكهرباء لا تحتاج إلى حوار أو حديث أو حتى كلام قل أو زاد بل تحتاج إلى جهد وعمل ومثابرة واختيار المناسب الصالح لنا ولأوضاعنا ولإمكانياتنا وحاجاتنا من بين عشرات المشاريع الكهربائية المقامة والتي تعمل الشعوب على بنائها في مختلف دول العالم.
هل سنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار¿
أم سنهرب منها إليها¿
أعتقد أن اهتمامنا بالشمس كمصدر من مصادر توليد الطاقة لدينا يجب أن ينال الاهتمام المطلوب وهو أكبر مما نعطيه لها الآن وبالذات من قبل المعنيين والمكلفين بأمر الكهرباء في البلاد, ولكن وقبل أن نقرر السير في الطريق المناسب للحصول على الطاقة في بلادنا لماذا لا نرى دراسات علمية لمختلف وسائل الحصول على الطاقة … كهرباءمياه رياح غاز..إلخ والاتفاق على الوسيلة الأنسب والتي لا تتعرض للصعوبات والعراقيل سواء عند إقامتها أو سير عملها وتدرجها في التحسن والارتقاء . ووضع الخطط العملية طويلة وقصيرة المدى لتنفيذها والبرامج الزمنية لمتابعة التنفيد وتقييمها لحل ما قد يعترضها من صعوبات أولا بأول دون تركها للتراكم كعادتنا ثم القعود فوق أطلالها للبكاء والنواح .لماذا لا نقوم بتجارب علمية (معملية وعملية) ولو صغيرة وفي أماكن ومناطق محددة للانتاج أو الزراعة أو السكن أو الخدمات لنتأكد من صحة تخطيطنا.
أليس هناك ما يعرف بدراسات الجدوى¿
يوم الخميس الماضي نشرت صحيفة الثورة خبر اجتماع مجلس الوزراء الذي أقر فيه اتفاقية المنحة الموقعة مع هيئة التنمية الدولية بمبلغ (20) مليون دولار لتمويل مشروع محطة المخا لتوليد الكهرباء بواسطة الرياح وبقدرة (60)ميجاوات .
المعلومات المتوفرة تقول أن الساحل الغربي لليمن الممتد من مضيق باب المندب إلى المخا يعد من اكثر ممرات العالم هبوبا للرياح وأن إمكانية إنتاج الطاقة من هذه الرياح قد يزيد عن عشرة آلاف ميجا وهو رقم كبير والحديث عن كهرباء المخا طويل وغريب وسنتاوله في أعمدة قادمة فهناك محطة كهربائية في تعز تعرف بمحطة المخا وهناك محطة في المخا ذكرت الأنباء ذات يوم أن الرياح قد حطمت كثيرا من ابراجها وهناك معلومات تفيد بعمل شركات بريطانية ومصرية في إقامة محطات الرياح الكهربائية في المخا.
إن الأهم في أمر الكهرباء لدينا هو ان نضع في قلب تفكيرنا وعملنا ماهو متوفر لدينا وتحت ايدينا من إمكانيات لإقامتها.قد نعتمد بشكل أو باخر على الدعم أو الإعانة الخارجية ولكن لا يجب أن نرمي الثقل في عملنا عليها فإذا تاخرت أو نقصت تعثرت مشاريعنا وتبعثرت وتحول أملنا إلى يأس وعدنا إلى الكهوف المظلمة كالخفافيش .
الصحافة ليست بجهة اختصاص لتحدد هذا الأمر أو ذاك في مختلف شؤون حياتنا لكنها جهة عرض وتحفيز ومتابعة ومراقبة لإقامة مشاريع التنمية والحفاظ عليها وتطويرها. وفي مجال الحصول على الطاقة من الشمس هناك الكثير مما يمكن لنا قوله وعرضه وهناك أسئلة واستفسارات كثيرة يمكن ذكرها للحصول على إجابات شافية لها والتي سنحاول التعرض لها في أعمدة قادمة ومنها :-
– هل استفادتنا من الشمس مسالة جديدة علينا أم أن هناك من بدأ بها وقبل اكثر من عقد من الزمن
– هل بلادنا من المناطق الصالحة للحصول على الطاقة من الشمس وبشكل افضل وتكاليف أقل مما يتكبده غيرنا في الحصول عليها.
المعلومات والتجارب تذكر أن هناك شعوبا أقل منا قدرة استفادت من الشمس في الحصول على الطاقة وهناك دول إمكانياتها اكبر مما هو متوفر لدينا فضلت الاعتماد على الشمس للحصول على الطاقة و بكميا

قد يعجبك ايضا