في ذكرى وفاة الرئيس قحطان الشعبي
حسين محمد ناصر
تمر علينا يوم غد الذكرى 33 لوفاة -استشهاد أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية القائد المناضل الكبير قحطان محمد الشعبي.. رجل السياسة المعروف وأبرز رجال القومية العربية في اليمن وأمين عام الجبهة القومية التنظيم السياسي الذي فجر ثورة 14 أكتوبر وقاد معركة الكفاح المسلح لطرد قوات الاحتلال البريطاني من عدن.
مات قحطان قهرا وكمدا وغضبا من رفاق الأمس الذين اختطوا طريقا ونهجا غير ذاك الذي آمن به وتبناه وناضل من أجل تحقيقه ولكل منهم اجتهاد حيث كان يرى أن اتخاذ سياسة اشتراكية معتدلة نهجا للنظام الجديد هو الطريق الأفضل والأصوب لتحقيق أهداف الثورة والتنظيم على غرار تجربتي مصر والجزائر بينما رأى الطرف الآخر أن منهج الاشتراكية العلمية والتحالف مع المعسكر الاشتراكي الضمانة الأكيدة لتطور المجتمع والدولة وكان كل طرف آنذاك يرى أن خياره هو الصحيح فجاءت حركة 22 يونيو 69م المعروفة في الأدبيات اللاحقة بـ”خطوة 22 يونيو التصحيحية” لتطيح بالرئيس قحطان وتأتي بنظام جديد ويتولى الطرف المناوئ له سدة الحكم.
ويفرض على الرئيس السجن ثم الإقامة الجبرية منذ يونيو 69م حتى يوم وفاته في 7 / 7 / 1981م ولنا حديث قادم حول ذلك التباين.
وبحسب النبذ التعريفية بالقائد الكبير الراحل فهو من مواليد عام 1923م في وادي شعب طور الباحة بلاد الصبيحي توفي والده قبل ولادته بعدة أشهر ومن أسرة فقيرة رعاه قريبه الشيخ عبداللطيف الشعبي والد مؤسس فرع القومية العربية في اليمن فيصل رئيس وزراء حكومة الاستقلال.
توجه في الأربعينيات للدراسة في السودان وتخرج مهندسا زراعيا وشارك هناك في المظاهرات السياسية ضد الاستعمار وعند عودته تولى مهاما إدارية في أبين وحضرموت كمدير شؤون زراعية وشارك في تأسيس رابطة أبناء الجنوب ثم استقال منها وغادر إلى تعز ثم القاهرة وعندما أسس فيصل عبداللطيف حركة القوميين العرب عام 1958م أنضم إليها وألف مع “فيصل” كتاب اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة ضد الوحدة العربية) كما ألف كتابه الشهير الاستعمار البريطاني.. ومعركتنا في جنوب اليمن” وذلك عام 1962م وبعد عودته إلى صنعاء عين مستشارا للرئيس عبدالله السلال لشؤون الجنوب وعند تأسيس الجبهة القومية عين أمينا عاما لها.
شارك المناضل الكبير الشهيد قحطان الشعبي في عدة معارك ضد جنود الاحتلال في الضالع وردفان تم احتجازه في القاهرة 9 أشهر مع فيصل الشعبي نتيجة لأسباب الصراع السياسي مع جبهة التحرير والمخابرات المصرية.
رأس وفد الجبهة القومية في محادثات الاستقلال في جنيف وعاد إلى عدن عشية يوم 30 نوفمبر 67م لتنتخبه القيادة العامة للجبهة القومية رئيسا للجمهورية .
وليلقي بيان الاستقلال الذي قال فيه:
بسم الله.. وباسم الشعب الذي أمن أن الحرية تنتزع ولا تعطي فسار على درب الثورة العظيمة التي فجرتها الجبهة القومية منذ الرابع عشر من أكتوبر 63م مقدما الشهداء عن سخاء راضيا بالتضحيات الجسيمة التي تحملها بكل طوائفه دون تذمر أو سخط حتى تحررت أجزاء الوطن العظيم).
وأضاف ” أعلن أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .. أنه بناء على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فإنه ابتداء من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان 1387هـ الموافق 30 نوفمبر 1967م أعلن عن قيام (ج . ي. ج. ش) كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أجزاء الوطن برا وجوا وبحرا التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها وأنه منذ اللحظة الأولى لهذا الاستقلال ومولد الجمهورية تنتهي بذلك التجزئة البغيضة التي فرضت من قبل الاحتلال البريطاني والحكم السلاطيني” و”تحل محلها دولة موحدة وحكومة مركزية واحدة تدير وتسير كل شؤون هذه الدولة الجديدة وأن مولد الجمهورية لا يعني مطلقا أننا قد وضعنا السلاح بل إن على الشعب وقواته المسلحة أن يظل يقظا ساهرا للحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية وخطها التحرري التقدمي”.
وقد أكد بيان الاستقلال على التالي:
– الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية من الثورة وصانعها.
– العمل على إذابة النزاعات القبلية والنعرات الإقليمية والفوارق التي خلفها الاستعمار.
– الالتزام باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
– ضمان مستقبل كل المناضلين.
– الالتزام بإعلان دستور مؤقت.
– رعايتها لرعاياها في المهجر وحماية الجاليات الأجنبية.
– تأكيد الإيمان الصادق بوحدة اليمن الطبيعية.
– الانضمام إلى الهيئات العربية والإسلامية