الوقاية العملية من الالتهابات التنفسية العلوية

الثورة

درج الكثيرون من قبيل طلب الاستشفاء أو حتى للتخفيف من أعراض الرشح أو الزكام على تناول مضادات حيوية يحددونها بأنفسهم أو يطلبون تحديدها من أشخاص على دراية بأسمائها وكثيرا ما يتناولونها بطريقة عشوائية علهم يجدون فيها فائدة تزيل عنهم المعاناة وتحقق لهم الشفاء العاجل.
وأيا كان الأمر فالخطأ جسيم ولابد له من تصحيح كامل ينهي هذه العشوائية المرفوضة طبيا كون البدائل الصحية الطبيعية كثيرة من حولنا ويمكن لها أن تحقق الشفاء- بإذن الله- دون الحاجة إلى مضاد حيوي متى كان الالتهاب في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي هينا أو في بدايته.
حديث الدكتور جميل عبد الحميد اليوسفي – اختصاصي أنف وأذن وحنجرة- أعطى توضيحا عاما وشمالا للالتهابات التنفسية العلوية الشائعة مبينا قواعد الممارسات أو السلوكيات اليومية في شهر رمضان التي من شأنها التسبب بعدوى المرض وما ينبغي التقيد به من نصائح لتجنب الإصابة.. حيث يقول:
* الالتهابات التنفسية العلوية عبارة عن تغيرات أو اضطرابات فيروسية أو بكترية تصيب أجزاء الجهاز التنفسي العلوي(الأنف- الجيوب الأنفية – البلعوم – الحنجرة) مسببة ظهور أعراض مرضية تؤثر في وظيفة هذه الأجزاء وخصوصا الأغشية المخاطية والوظيفة التنفسية.
وأهم الأمراض الشائعة التي تدخل تحت هذا التصنيف :
– الالتهاب الأنفي التحسسي الحاد والمزمن وخصوصا.
– الزكام أوالرشح وضربات البرد.
– الأنفلونزا والنزلات الشعبية .
– التهابات الجيوب الأنفية الحاد والمزمن .
– التهاب اللوز واللحميات الأنفية في الأطفال دون الثمان سنوات.
– التهاب الحنجرة والحبال الصوتية .
* تكمن خطورة التهابات المجاري التنفسية العلوية أنها تحدث داخل الجمجمة والرأس بمعنى أن مضاعفاتها تمتد إلى العين والأذن والأغشية الدماغية والجيوب الدموية الدماغية وحتى للدماغ نفسه.
إضافة إلى امتداد الالتهاب إلى الجهاز التنفسي السفلي(القصبة الهوائية والرئتين) وكذا إحداثها اضطرابات في الجهاز الهضمي.
والاحتمال وارد في تحول هذا الالتهاب من حاد إلى مزمن يصاحبه بعض التشوهات في الأنف مثل انسداد المجرى التنفسي العلوي وتشوه عند الأطفال دون سبع سنوات في الفك والفم بل ويمكن أن تصبح الأجزاء التنفسية الملتهبة بؤرة امتداد المرض والمضاعفات كالحمى الرثوية/ الروماتزمية وذلك إلى أماكن أخرى مثل(العظام والمفاصل والقلب- الكلى- الجلد) خصوصا لدى التهاب اللوز المتكرر.
* من العادات السيئة جدا استخدام المتعلقات الشخصية لشخص مصاب بزكام أو بنزلة برد أو أن يعطس المريض أو يسعل أمام الآخرين ولا يحاول حينها استخدام منديل يغطي به أنفه وفمه تحاشيا لنشر الرذاذ في الهواء المحمل بالفيروسات أو البكتيريا ومن ثم استنشاقها من قبل الآخرين.
فلا يمثل الصيام مشكلة للمصابين بالأمراض التنفسية باستثناء الحالات الحادة أو الحرجة لما تستدعيه من رعاية مكثفة وتناول للأدوية في أوقات قصيرة.
ولو توفرت رعاية منزلية من البداية لدى تلقي العدوى مباشرة وظهور الأعراض المرضية فلسوف تغنيه وتجنبه التعرض لالتهابات تنفسية حادة يصعب علاجها وذلك من خلال توفير الراحة والدفء للمريض وعدم تعرضه للإرهاق والتيارات الهوائية والتغيرات المناخية لحمايته وحتى لا يتسبب بالعدوى ونشر المرض بين الآخرين إلى جانب الاهتمام بتغذيته القائمة على التناول المعتدل للغذاء المفيد للجسم.
* وللوقاية أهمية في تلافي مزيد من التدهور للمرضى فالتغذية الجيدة الغنية في محتواها بالفواكه والخضروات أو العصائر الطبيعية الطازجة تسرع عملية التماثل للشفاء بتعزيزها الجهاز المناعي وكذلك أغذية البناء الغنية بالبروتين والأغذية المعززة للطاقة تفيدهم كثيرا خاصة وأن المريض يصوم نهارا كاملا طيلة الشهر الكريم منقطعا خلاله- لساعات طويلة- عن الطعام والشراب.
وكلما كانت الأغذية متنوعة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة كلما كان ذلك أفيد للمريض.
من هنا يجب أن تحضر وتطبخ الأطعمة بطريقة جيدة حفاظا على العناصر والمقومات الغذائية التي تزخر بها.
ويفضل للمريض بعد ساعات من وجبة العشاء الرمضاني أو على الأقل بعد ساعة كاملة أن يتناول مزيجا أو خليطا من الشاي الخفيف مع الليمون أو العسل الطبيعي الممزوج بالماء واليمون أو شرب مغلي(اليانسون)أو المرق أو مغلي الزعتر أو مغلي النعناع الأخضر على أن يشرب أي مما ذكرت دافئا وليس باردا
فالإكثار من شرب السوائل الدافئة والعصائر المعتدلة الحرارة يدفأ الجسم ويعمل على تعويض الأغشية المخاطية المبطنة للمسالك التنفسية العلوية عما فقدته من السوائل بسبب الإفرازات الكثيرة الناتجة عن الالتهاب.
ومن المفيد – أيضا- إضافة البقدونس إلى السلطة أو الأطعمة الرئيسية الرمضانية مثل(ا

قد يعجبك ايضا