هبوط سكر الدم أسوأ مشكلة في نهار الصوم
الثورة
ليست الحياة جحيما لا معنى لها مع مرض السكري طالما أنه يلازم الإنسان مدى الحياة فهو قابل للتعايش في حال تمسك المريض بالإرشادات الوقائية وحافظ على نسبة سكر الدم عند المستوى الطبيعي.
فلماذا يتوجس البعض خيöفة من الإصابة بداء السكري¿ وبالمقابل حادوا عن معرفة هذا المرض ودواعيه بما يحقق لهم تجنبه قدر ما أمكن.
نصحبكم- أعزائنا القراء- مع ما ذكره أ.د/ غالب غالب الحيفي- استشاري أمراض الباطنة وداء السكري حول داء السكري وما يلزم من تدابير وقائية تعيين مرضاه على صيام الشهر الكريم بأمان واطمئنان وذلك مما شمله بقوله:
لا داعي للقلق أو الخوف أو أن تسطير الأفكار السوداء على من يكتشف للوهلة الأولى أنه مريض بداء السكري فيتملكه الظن بأنه سيعيش في عذاب وتضيق عليه الدنيا بما رحبت.
ولا شك أن الكثيرين يجهلون حقيقة مرض السكري جهل يترجمه الانكفاء على تناول ما تشتهيه الأنفس في رمضان من أطعمة ومشروبات تتعارض مع مرضهم غافلين أو مستبعدين ضررها الفادح على صحتهم..
قد غلب على هؤلاء المرضى عدم معرفة ما قد يطرأ خلال الصيام من أعراض هبوط مستوى سكر الدم بشدة دون علم ولا دراية بما يشكله على عافيتهم من تهديد..
حيث يكمن سببان بارزان للإصابة بهذا المرض إما لنقص إفراز(الأنسولين) أو لوجود مقاومة لفعله على مستوى(خلايا بيتا) بالبنكرياس المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون من قبل عدة عوامل تجعل الأنسولين يفرز بمعدل طبيعي غير فاعل.
وينتج عن اضطراب التوازن في عمل (الأنسولين) تغيرات في استقلاب السكريات والدهون والبروتينات كون هذا الهرمون الحيوي يساعد على إدخال السكر(الجلوكوز)الموجود في الدم إلى داخل خلايا الجسم عن طريق الالتصاق بالجدار الخارجي فتستفيد منه بحرقة لتوليد الطاقة بالجسم.
وليس مرضى السكر على عامتهم تحت تصنيف واحد مع وجود أنواع متعددة للمرض وهي: (السكري المعتمد على الأنسولين- السكري غير المعتمد على الأنسولين- سكري الحمل- ضعف فعل الجلوكوز- السكري المتعلق بعوز التغذية) في حين أن شريحة واسعة من الناس مصابة بهذا المرض المزمن فهو يصيب الرجال والنساء كبارا و صغارا لكن الأغلبية ذوي القابلية الأوسع للإصابة من الكبار.
وثمة تباين واختلاف في أنواعه ودرجاته بين المصابين فمنهم من يستطيع السيطرة على مرضه عبر تنظيم الوجبات والانضباط الغذائي فقط وهناك من يلزمه إلى جانب هذا التنظيم تناول دواء عن طريق الفم وآخرون لا سيطرة لهم على نسبة السكر بالدم إلا من خلال تنظيم الغذاء وحقن الأنسولين.
ويبدو ضروريا على الدوام ثبات مستوى السكر في الدم عند المستوى الطبيعي بالنسبة للمرضى حتى مع صومهم شهر رمضان إذ يتظاهر ارتفاع سكر الدم سريريا من خلال:(العطش كثرة التبول انخفاض الوزن الوهن والضعف) بينما انخفاضه الزائد عن المستوى الطبيعي يؤدي بالمريض إلى الذهول ثم السبات(الغيبوبة) الذي يفضي- حتما- إلى الوفاة إذا لم يكن هناك علاج سريع وتدخل فعال.
وأعراض هذا الهبوط في سكر الدم: (الجوع الشديد الرعشة في اليدين والجسم الرجفة في القلب الوهن والضعف) غير أن فيها خطورة أشد من ارتفاع مستوى السكر وذلك لأنها تسبب انتكاسة سريعة للمريض قد تكلفه حياته إذا ظل على جوعه أو صيامه ولم يفطر سريعا بمجرد شعوره بهذه الأعراض.
يجب على المصاب بالسكري أن يحمل في جيبه قطعا من السكر أو (المليم) تلافيا لخطر هبوط السكر متى شعر به في أي وقت وعلى المحيطين بالمريض إذا ما استشعروا هذا الخطر وبدا لهم أنه أكثر وهنا أن يعطوه – على الفور- نصف ملعقة من السكر مذابا في كوب ماء أو أي مادة تحتوي على سكر ومن ثم عرضه سريعا على الطبيب.
بالتالي من يقرر صيام شهر رمضان وهو مصاب بالسكري عليه أن يتوجه إلى الطبيب المعالج قبل حلول الشهر المبارك لتقييم وضعه الصحي وإن كان قادرا أو غير قادر على الصيام.
إن مرض السكر من النوع الأول(المعتمد على حقن الأنسولين) يظهر في سن مبكرة قبل الثلاثين من العمر لكن ذروة الإصابة به تحدث عند البلوغ مع احتمال حدوثه بشكل نادر في الشهور الأولى من العمر أو بعد سن الثلاثين ويكون فيه نقص كلي أو جزئي في إفراز الأنسولين بسبب تلف خلايا(بيتا)بالبنكرياس.
أما أعراض هذا النوع فغالبا ما تظهر بشكل سريع وحاد بينما مسيرة المرض تكون متسارعة نحو الضعف والوهن والذهول والسبات خلال وقت قصير فإذا لم يعالج المريض بإعطائه الأنسولين خلال أسابيع قليلة من بداية المرض تظهر الأجسام(الكيتونية) في الدم ويزداد نسبتها ويستدل على ذلك من رائحة (الأستون) في فم المريض عند التنفس الشبيهة برائحة التفاح المتعفن أو من خلال الفحص المخبري لهذه الأجسام في البول والدم.
وبالمناسبة المرضى الذين هم بحاجة إلى أكثر من(40)وحدة من الأنسولين عليهم ألا يصوموا والمعتمدون