هيكلة العلماء وتوحيدهم

يونس الحكيم

مقال


لا يستقيم حال أي مجتمع ولا يبصر طريقه ويستلهم سلوكه إلا إذا كانت مرجعيته هي الكتاب والسنة ويكون القول الفصل لما اختلف فيه لعلمائه الأجلاء الذين يحملون على عاتقهم إرثا عظيما لرسالة سماوية خالدة.
فالعلماء ورثة الأنبياء وبهم يصلح الله حال الأمة وأحوالها ويلم بهم الشمل ويجمع بهم الشتات على مدار الأزمنة.
لكن للأسف الشديد وفي زمانا هذا بتنا نشكو علماءنا الذين أصبحوا أشتاتا متفرقين كل له توجهاته وأيديولوجيته الخاصة غير آبهين بمصالح الأمة وأحوال الرعية فإذا ما تداعى موقف أو حدث ما يكون الانقسام وعدم الإجماع سيد الموقف ليس إلى فريقين فحسب بل إلى أربع فرق وكل فرقة ترى في نفسها أنها تمثل علماء اليمن وما يصدر عنها من فتاوى هو عين الصواب وما عداها ليس له من الأمر شيء وكله منسوب لعلماء اليمن ولا ندري من هم علماء اليمن فهناك فريق يسمي نفسه بجمعية علماء اليمن وفريق يسمي نفسه هيئة علماء اليمن وثالث يسمي نفسه رابطة علماء اليمن ورابع يسمي نفسه علماء السنة والجماعة وكل فريق من هؤلاء له توجهاته فالجمعية معروفة بولائها لرأس النظام السابق والهيئة يرأسها الزنداني بتوجه يعارض توجه جمعية علماء اليمن والرابطة تنتهج الفكر الشيعي المتشدد وعلماء السنة تنتهج الفكر السني المتشدد أو ما يسمى الفكر الوهابي وأمام كل هذا الشتات والاختلاف أصبح العامة من الناس في حيرة من أمرهم فمن يصدقون¿ ومن يتبعون وأصبح الشك في منظورهم أقرب من الحقيقة وفقدان الثقة أقرب للتصديق من فتوى تصدر لخدمة توجه بعينه وهذه والله كارثة حقيقية إن لم يتنبه لها ولاة أمورنا وعلى رأسهم رئيس الدولة الذي أتى للحكم في مرحلة دقيقة وحساسة يتطلب فيها رص الصفوف وتضافر الجهود وهذا لن يتأتى إلا إذا أولينا هذا الموضوع جل اهتمامنا والذي أطرحه بين يدي رئيس الدولة الذي يحظي بإجماع وطني وشعبي واسع إن لم يضعه رئيس الدولة من ضمن أولوياته في إدارة المرحلة الراهنة يكون رصيدا وإنجازا غير مسبوق في تاريخ حكام هذه الأمة إضافة إلى إنجازاته التي لا ينكرها أحد وأقول يا رئيس الدولة لقد أعدت بفضل الله ثم بحكمتك توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية تحت قيادة واحدة ولتأدية مهمة واحدة هلا تكرمت وأعدت لنا توحيد المؤسسة الدعوية والإرشادية (شريحة العلماء) تحت مرجعية واحدة ولتأدية رسالته الواضحة في الوعظ والإفتاء والنصح والإرشاد فإذا كان ينظر للمؤسسة العسكرية على أنها صمام أمان الوطن فالاهتمام بشريحة العلماء وتوحيدهم هو صمام أمان لذلك الصمام.
فتوحيد العلماء تحت راية واحدة ومرجعية واحدة أولا ثم هيكلة العلماء إذا صح التعبير على أسس مهنية نخبوية بعيدة عن الانتماءات الحزبية والطائفية تحت مؤسسة دعوية وإرشادية تجمع كوكبة من علماء اليمن بمختلف توجهاتهم يضعون تصورا ودراسة شاملة لبناء مؤسسة دينية دعوية إرشادية يتفرع منها دار للإفتاء ودار للإرشاد ودار لتعليم العلوم الشرعية يتخرج منها علماء يستعيدون ماضي أجدادهم من العلماء الذين ذاع صيتهم في كل مكان أمثال الشوكاني والهمداني والبيحاني والعيدروس وغيرهم من أعلام أمتنا ومناراتها والذين ما زالت علومهم تدرس إلى الآن.
بالأخير أتمنى أن يلقى هذا الموضوع تجاوبا لما له من أهمية بالغة تصب في مصلحة المجتمع والأمة.

قد يعجبك ايضا