الفوضى لن تعود
محمد عبدالحليم

لم يعد للصمت أي ارتباط بالحكمة أو البقاء في موقف المتفرج أي دلالة على الحياد الإيجابي في الوقت الراهن الذي وصلت فيه الأحوال المعيشية للمواطن والأوضاع السياسية إلى ما قد يؤدي استمراره على ما هو عليه من انسداد وانتكاسة لا تحمد عواقبها إذا لم نعلن موقفا واضحا من الأحداث الحالية وندعم قوى التغيير والقرارات والمواقف المؤيدة لتحقيق تطلعات الشعب منذ ثورته الشبابية الشعبية السلمية في 11 فبراير 2011م والمتواصلة حتى اللحظة.
إن المقدمات التي سبقت أعمال التخريب والفوضى الأربعاء الماضي قد دقت ناقوس الخطر وعلى جميع قوى الشعب الحية أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة لمساندة المواقف الشعبية القوية التي رفضت الانجرار مع الهادفين للعودة عبر استغلال المعاناة الكبيرة والواسعة الأثر التي يعيشها أبناء شعبنا اليمني العظيم شعارا لوقف عجلة التغيير وإعادتهم لما كانوا عليه وتسبب ولازال في إفقارنا واستنزافنا كشعب وأمة يمنية..
ذلك الموقف العظيم لأبناء أمانة العاصمة الأربعاء الماضي صدم قوى الظلام والثورة المضادة والمتاجرين بآلامنا ومعاناتنا منذ عقود.
لم يستطيعوا رغم كل ما بذلوه واعدوه وأضافوه من صعوبات أن يجذبوا أحدا من الشعب للوقوف معهم.
لقد اثبت أبناء أمانة العاصمة وعيا غير قابل للاستغلال كما حلم بقايا البقايا ممن فقدوا امتيازاتهم ورفاهية عيشهم وما وجدوا أحدا يثق بشعاراتهم ومظلماتهم وفضحوا بكل مقاييس الفضيحة أنهم قلة غير مؤثرة وبقايا لن يستطيعوا العيش إلا عبر افتعال الأزمات واستغلال الفرص بكل دناءة متصورة أو غير قابلة للتصوير.
مواقف ثورية لا زالت موجودة في نفوس الجميع ترفض الماضي وان تلبس بحلل جديدة وكل ما يرتبط به مثلت دعما غير محدود لكل قرار يتخذ أو سيتخذ يسير نحو المستقبل ويوقف مطالب للحسم في التعامل مع أولئك العابثين والمتشبثين بأوهام العودة بالزمن للوراء خلافا لكل منطق.
إن الخروج من وضع الصراع بين قوى التغيير الراغبة في الخروج من عنق الزجاجة وما تحاوله قوى الماضيين القريب والبعيد من تأزيم للأوضاع واصطناع المعوقات لإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار ووقف الحال على ما هو عليه بأي ثمن .. يتطلب أيضا من القوى السياسية الشريفة بما تمثله من ارتباط بهدف إقامة الدولة المدنية الحديثة مع أبناء الشعب اليمني .. أن ترص صفوف أعضائها وأدواتها الإعلامية لتساند الإجراءات الهادفة لمواجهة الطرف المعيق لعملية الانتقال السياسي للسلطة أو تنفيذ مخرجات الحوار أو بسط سيطرة الدولة وتوحيد الجيش والأمن ضمن هدف وطني يدعم في نتائجه تحقيق أهداف الشعب الممثلة بتجذير أدوات التغيير وصولا لإنهاء مرحلة الفوضى ومنعها بكل أشخاصها وجهاتها ومصالحها من العبور عبر الخلافات التي تضر بالتوجهات الهادفة لتوحيد البلاد وإيجاد أدوات تحقيق العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية لكل اليمنيين.
إن التعالي عن كل ما من شأنه الخروج عن تحقيق الاجماع قد تمس أو تؤثر على مسار تحقيق الهدف العام وحصر كل خلاف ممكن في إطاره المحدد سيدعم بناء اليمن الجديد ويقضي على أوهام تحاول البقاء.