المونديال.. أفيون العالم!!
عبدالله الصعفاني
مقالة
* فضلا.. اتركونا نستمتع بالمونديال العالمي المثير ونعدكم باستئناف المنافسة السياسية على كأس حريق الدم.
* الاستهلال دعوة لهؤلاء الذين يتبارون في تعكير عيش اليمنيين ويزيدون حياتهم تعقيداوهي رسالة طمأنة مفادها لا خوف من مغادرتنا إلى ملعب الرياضة فنحن على موعد مع الإسقاط السياسي حتى والحديث عن معارك كروية بامتياز.
* أيتها الأحذية الراكلة قطعة الجلد المنفوخة بالهواء ..شكرا لأنك تمنحين كل قادر على المشاهدة فرصة الوقوف على حوارات تكسب فيها الأقدام مواجهتها مع الكثير من العقول والأقلام.
* أشعر بالإحباط الشديد من كل فصل سياسي أرعن ولذلك دعوني أغادر كل فتنة جهوية وكل مأزق اجتماعي وإنساني قسري ونفعي إلى حيث منافسة رياضية لا تعتمد الفجور مبدأ في الخطاب ولا الطموحات ساحة لتبرير اللعب غير النظيف.
* بالسفر عبر فضاء الضوء والصورة الملونة الفاضحة يصح القول: إن ملعبا يتسع لخمسين ألف مشجع لن يستطيع استيعاب 200 مليون برازيلي فكيف بستة مليار إنسان يسكنون كرة الأرض ولكن من قال بأن التكنولوجيا عاجزة عن تقديم المونديال بوضوح يكشف قطرة العرق وتقطيبة الجبين وكل لحظة قوة أو ضعف إنساني .
* هناك وأثناء وصول ضيوف البرازيل بوابة ما بعد تأشيرة الدخول رفع المتظاهرون يافطة تقول .. أهلا بكم في البرازيل ولكن نرجو من الضيوف ألا يمرضوا فقد أنفقت الحكومة 11 مليارا لاستضافة المونديال في بلد يشكو الفقر .. غير أن الاحتجاجات أقل من أن تؤثر على كرة كانت أفيون شعب البرازيل فصارت أفيون العالم .
* إذا استطعت أن تكسر توحش التشفير إما بشراء جهاز وكرت استقبال مباريات مونديال البرازيل أو استعانة بخيمة أو جار أو صديق فسيكون الإبهار المونديالي قد فرض نفسه عليك وغادرت الحالة السياسية السخيفة العقيمة إلى حيث منافسات تضع الفوارق بين الفوضى والترهل .. بين العبث وبين الانضباط, بين تضحية الأفراد من أجل الشعوب وبين عبادة الذات .
* وأقف عند هذا القدر من الخلط لأقول ما أجملك يا كأس العالم وأنت تستقبل 32 منتخبا وطنيا تلعب ورؤوس وأقدام نجومها مستحضرة للهاتف الوطني.. من فضلكم اجلبوا لنا كأس العالم فإن أخفقتم فلا تمثلوا بنا واحرصوا على التمثيل المشرف.. لا فرق بين مستشارة ألمانيا أو رئيس البوسنة والهرسك .
* العالم كله أمام فرسان يتسابقون لوضع أمجاد إضافية لبلدانهم .. وأجمل ما في المونديال هو صعوبة توقع ما سيحدث حيث المفاجآت تخلف الكثير من الهيجان والانهيارات كحصاد لمشاعر جماهيرية تتمنى فرحة الكبار وتتوجس خيفة من دموع المحبين من العشاق الضالين.
* في المونديال.. الترشيحات كبيرة لكن الواقع في الانتظار والألم في الانكسار والبهجة في الإبهار.. ودائما تتجسد الحقيقة الحياتية الخطيرة.. إذا لم تسجل فأنت تستقبل وإذا لم تتقدم فأنت تتراجع .
* ودائما.. يبقى الدفاع ويبقى الهجوم منظومة تعاونية متكاملة لا تستغني عن النجم الملهم الذي يصنع نجاحا رياضيا يوحد الأمة حيث التمثيل المشرف حلم الصغار والكأس الذهبي هدف الكبار.