الحمدي المنتظر
يونس الحكيم

مقال

كل شعوب العالم تتطلع صوب المستقبل بحثا عن آمال تتجدد يستطيع من خلاله المواطن العيش بما يحفظ له كرامته ويصون له عرضه متخلصا من ماض أليم وتجارب مريرة إلا اليمنيون فما زالوا يحنون إلى الماضي الذي افتقدوه وذهب عنهم خلسة عاشوا خلاله ثلاثة أعوام فيها من المجد والرفعة ما يجعل الإنسان يفتش عنها حتى لو دفع الحاضر والمستقبل بكل تطوراته وانفتاحاته ثمنا زهيد العيش في خضم ذكريات تلك الأيام الجميلة والتجربة الفريدة التي عايشها جيلنا ولم يعشها نعم عايشناها من خلال ما نسمعه من الآباء الذين كفل لهم القدر حظا في عيش ليالي وأيام تلك الحقبة التاريخية الزهيدة التي مرت عليهم بسرعة البرق لم يتنبهوا إلا وهم وسط وطن تحفه المخاطر والأوجاع والأحزان من كل جانب تآمر عليهم المتآمرون وسلب إرادتهم الحاقدون وحولوا حياتهم إلى بؤس وكابوس وشر مستطير تكالبت عليهم النوائب والأزمات حتى اللحظة فلم تعد لهم سوى الأماني وإن رؤاها خابت منذ زمن بعيد وكما قال شاعر اليمن الكبير الدكتور/عبد العزيز المقالح “دع الأماني فقد خابت أمانينا من حين مات الذي ضحى ليحيينا فأصبحت الأماني في نظر الدكتور المقالح ما هي إلا خيبة بعد أن رحل عنهم زعيم الأمة اليمنية وسيد شهدائها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي يعجز اللسان عن وصفه فمحاسنه وصفاته في قلوب اليمنيين وذكرياته قد نقشت في جبينهم ارتسمت لنا كجيل لم نعاصره وكأننا حاضرون عهده ومعالم إنجازاته التي تظل حاضرة تلازمنا جيلا بعد جيل نبحث فيها عن من نرى أنه قد يقتفي أثره ويراودنا شعور وإحساس عظيم لا ينفك عنا خلال هذه الفترة العصيبة والمرحلة الحساسة بالغة التعقيد التي يمر بها الوطن بأن ليس على الله بمعجز في أن يسخر لهذا الشعب المظلوم والمغلوب على أمره من يهتم لأمره ويتدبر شؤونه ويرعى مصالحه بعد أن شعرنا ببصيص أمل أعاد إلينا التفاؤل من جديد ونحن نسمع ونشاهد ما يصنعه وزير الداخلية اللواء الترب الذي أصبحت إنجازاته في أقل من شهرين على توليه منصبه حديث العامة في المجالس والمقايل وفي وسائل الإعلام حتى المناوئة للتغيير والسؤال هل سيحافظ اللواء الترب على هذه السمعة والمكانة الرفيعة التي يحظى بها من أوساط مجتمعه ويكثف من جهوده ليس على المستوى الفردي فحسب بل على المستوى الجماعي والعمل المؤسسي يحمل فيه كل مسؤول أمني في أي محافظة كانت أي اختلالات أمنية إن لم يضعوا لها الحلول المناسبة حتى يتوفر الأمن والأمان الذي سيكون الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية قادمة تجعل من صانعه وصاحب الفضل إليه أكثر قربا وحبا إلى الشعب.