اللجنة الأولمبية الوطنية في أي بلد هي الوصي على الأحلام الرياضية لجيل بأكمله وهي الحارس الأمين للمبادئ الأولمبية والجهة المسؤولة عن تحضير الأبطال للمنافسات العالمية فمهمتها واضحة في دعم النشاط والحفاظ على القوانين ورعاية الحركة الرياضية والتحضير الفعلي للمشاركات الإقليمية والدولية.
ولكن عندما نلتفت إلى اللجنة الأولمبية اليمنية نجد أنفسنا أمام مفارقة مؤلمة وتناقض صارخ بين الرسالة والواقع، ففي الوقت الذي تلتزم فيه اللجان الأولمبية العالمية بالعمل الجاد لتحقيق أهداف سامية تظهر اللجنة الأولمبية اليمنية ككيان معزول عن الميدان عاجزاً عن تحقيق أي هدف من أهدافها الرئيسية، حيث لا دعم للأنشطة الرياضية المتوقفة أو المتهالكة محلياً، كما ان برامجها الفعلية لتوسيع قاعدة الرياضة واكتشاف المواهب غائبة ولا توجد لديها أي خطط علمية ومستدامة لتحويل رياضيينا من مجرد مشاركين شرفيين إلى منافسين حقيقيين، وهذا يؤكد أن اللجنة الأولمبية اليمنية لم تُقدم أي إضافة ملموسة تُذكر في كل مختلف الجوانب.
إن الفشل الذريع للجنة يتجلى في مظهر واحد بات علامة مسجلة لليمن وهو مشاركات أعضاء اللجنة الأولمبية بوفود عَرمرمِيَة ضخمة في كل دورة إقليمية أو عالمية وهذه الوفود التي تستهلك جزءاً كبيراً من الموارد المتاحة لا تذهب لتشجيع أبطال بل لتشهد على مشاركات رياضية لا تكاد تُذكر والرياضيين يشاركون بـخجل وغالباً ما يخرجون من الأدوار الأولى بينما تتضخم أعداد الوفود الإدارية والقيادية وهذا التضخم الإداري على حساب الميدان يؤكد أن الهدف الأسمى للجنة تحول من تحقيق الميداليات إلى حجز المقاعد والرحلات الدولية.
المأساة أن اللجنة الأولمبية اليمنية تتلقى دعماً واهتماماً دولياً بوصفها ممثلاً للرياضة في بلد يمر بظروف استثنائية وهذا الدعم يجب أن يُترجم إلى نتائج على الأرض لا إلى رحلات وامتيازات.
إن مسؤولية اللجنة الأولمبية ليست مجرد المشاركة الرمزية في المحافل الدولية بل هي مسؤولية تأسيسية تتعلق ببناء جيل رياضي قوي قادر على المنافسة ويجب عليها أن تُراجع بوصلتها وتُغير أولوياتها من الوفود إلى الأبطال وتحويل ميزانية الوفود الإدارية العَرمرمِيَة لدعم تدريب وتأهيل الرياضيين ومن السفر إلى الميدان من خلال إطلاق برامج كشف مواهب حقيقية بالتعاون مع الاتحادات بدلاً من الاكتفاء باختيار أسماء روتينية.
مما لاشك فيه أن رئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية اليمنية مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى العمل إلى أن تكون اللجنة قلب الحركة الأولمبية في اليمن.
