التغيير الوزاري

أحمد عبدربه علوي

 - •على مدار التاريخ كان التغيير عنوانا يرافق مسيرة البشرية وقد كانت إحدى أبرز مهمات الرسل هي التغيير ضمن منهج متدرج مرجعيته الوحي ولمصلحة الإنسان كانت المهمة نبيلة وهي إخراج العباد
•على مدار التاريخ كان التغيير عنوانا يرافق مسيرة البشرية وقد كانت إحدى أبرز مهمات الرسل هي التغيير ضمن منهج متدرج مرجعيته الوحي ولمصلحة الإنسان كانت المهمة نبيلة وهي إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن التمسك بالقيم الأرضية إلى رفع هذه القيم وتحديد مساراتها لتصبح قيما الهية وقيما إنسانية وكانت أداة هذا التغيير هو الإنسان.
“والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا” صدق الله العظيم.. مطلوب تغيير أنظمة ولوائح الدولة النافذة وكذا الدستور طالما ونحن في ظل نظام حكم جديد وحكومة جديدة لأن التغيير يعبر عن رغبة الشعب اليمني وإرادته ورؤيته بالنسبة للعناصر التي تتولى مسؤولية العمل الوطني في المرحلة الجديدة التي تواكب بداية القرن 21 وتحدياته المطروحة في العالم من حولنا.. كما أن التغيير يخضع لمعايير موضوعية حساسة ولعل أهم ما يشغل القيادة السياسية في بلادنا وعلى رأسها الأخ رئيس الجمهورية المناضل المشير عبدربه منصور هادي ويهتم به في عملية الاختيار للعناصر التي تعاونه هو الطهارة والسمعة الطيبة والكفاءة والقدرة على الإنجاز لأن ذلك ينعكس على الحكم والمسؤولية.. لا يخالجنا الشك من أن هناك إجماعا على ضرورة التغيير.. بل وإصرارا على إصلاح الأحوال.
والرغبة في التغيير والتصحيح تبدو لنا واضحة فيها يجري حولنا من أحداث كثيرة.. تمر دون أن يتوقف أمامها أحد بالدراسة والتحليل.. كل شيء يتغير ولا يقف أمر عند حد دون أن يناله من التغيير ما يستوقف النظر.. دعونا نقول بكل صراحة إن ثقة الشعب اليمني في الرئيس المشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية وفي نظامه كبيرة بل ولا متناهية وللشعب مبرراته المعروفة في هذه الثقة ولكن هذا لا يمنع قطاعات عريضة من الشعب أن تطلب مجموعة من التغيرات في النظام نفسه وعلى حين يروج البعض أن المسألة ليست تغيير أشخاص فإن الجماهير تؤمن أن الأفراد الناجحين النظيفين قادرون على أن يحققوا لمجتمعهم نجاحات عديدة.. كما تؤمن الجماهير أيضا أن الأفراد الجادين الناجحين النظيفين الشرفاء المخلصين قادرون على أن يصوغوا القدوة الكفيلة بتحقيق المستحيل .. وتؤمن الجماهير أن عفة صغار الموظفين تتحقق تلقائيا واوتوماتيكيا متى تحققت عفة القيادات المسؤولة ونزاهتها .. ولا يخالجنا أي شك أن التغيير هو سنة الحياة كما وأن التغيير هو رغبة الشعوب والتغيير يعني اكتشاف عناصر جديدة ومواهب متميزة واتاحة الفرصة لإثبات كفاءتها في مراكز القيادة .. والتغيير يعني إضافة كفاءات قادرة على البذل والعطاء وضخ دماء شابة في شرايين العمل الوطني ومواقع المسؤولية بدلا عن الذين تجاوزوا سن المعاش ولم يحالوا إلى التقاعد الملتصقون بالمقاعد فالتصق اليأس والاحباط بالآلاف الموهوبين والتصقت عقولهم بكراسيهم فتجمدت وتوقفت عن التفكير .. كما نتمنى أن تختفي كل الظواهر السلبية من حياتنا السياسية وعلى رأسها ظاهرة (الالتصاق بالمقاعد) تحجروا فيها هؤلاء الذين أدمنوا الجلوس على كراسي الوزارات وكافة مؤسسات الدولة لعدة سنوات .. وفي إعتقادي أن هذه الظاهرة الخطيرة هي التي أنجبت عشرات الظواهر الأخرى التي عانينا منها – ومازلنا- طوال السنوات الماضية .. فكلما التصق المسؤول أو الوزير بصحيح العبارة بكرسيه التصق عقله (وليست ملابسه فقط) بهذا الكرسي وتجمد وتوقف عن التفكير والتطوير وأصيبت وزارته أو مؤسسته بالجمود والشلل قصاري القول.. التغيير في الأشخاص ويؤدي إلى التغيير في الأداء .. إن التغيير واجب وأساسي .. المياه الراكدة التي لا تتجدد ولا تتغير ولا تجري في السواق أو الجداول أو القنوات تصاب بالعفن .. وهذا ما حدث في العديد من الوزارات والمؤسسات التي أصيبت بالجمود وكانت النتيجة أن مؤسسات الدولة اصيبت بالشيخوخة وباتت بلادنا (اليمن) مثل الرجل العجوز الذي يتوكأ على عصا .. للأسف أن هناك البعض من الوزراء تباهوا بأنهم لا يوجد بدلا لهم .. وهؤلاء يجب أن يحاسبوا بتهمة إنشاء مقابر جماعية للطموح وقتل وذبح عشرات الأكفاء .. ولعل التعديل أن التغيير الوزاري الذي حدث مؤخرا جانب البعض للمناصب وأخفق في البعض منها ولنا موضوع آخر بشأن ذلك في وقت لاحق إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا