لعنة سعد

محمد المساح


تركناك يا سعد.. بعد أن أعلنت أن يكون لنا وجود في الزمان والمكان.. تناسينا.. وقتها موقفك الفريد والواضح والصريح وسكتنا لعلة تفيد مصالحنا الوقتية والآنية بعدها يا سعد.
ذهبت إلى الصحراء هناك يا سعد ظلت الأسئلة تشغل البال وبقيت هناك في البعيد.. وكان تذكرك يجرح القلب والضمير.. ظليت هناك يا سعد.. ثابتا تجري أمام ناظريك.. الحوادث ما يجري وما سيجري.. لم تذهب لأحد منهم ليعطيك صكوك الدنيا والآخرة.. ظليت يا سعد ثابتا في الرمل والصهد شامخا كالعهد بك وغرب الصحاب وشرقوا ربما نسوك يا سعد ربما بقيت شوكة في ضمير أحدهم.. جاء بعدك “معدبن يكرب الزبيدي” ليثبت من جديد جدارتك وجدارة الأصحاب وذهب إلى التخوم.. ليثبت بسيفه الجدارة الحقيقية في نهاية المطاف تفاجأ مثلك وشكى ظلم الزمان أما الأنصاف فقد كان يعرفهم جيدا.. وطبع مقولته في الزمن الشعري والوجودي: ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف فردا كان هو والسيف صنوان ربما من أعماق أعماقه تذكرك يا سعد لا شعوريا.. وذهب الزمن يا سعد تدور ودار ولف قرونا وقرون.. وتابعتنا اللعنة.. اللعنة كانت تجري حثيثا تتوغل في أحفاد الأحفاد لأن السلف تركوك ظلت اللعنة تتخمر وتفوش تلطم الوجوه.. والسبب لأنهم تركوك في منفى الرمال.. ظلت اللعنة بعدها تتابع سيرها في مجرى الزمن تمضي إلى الأعماق.. تأكل وتشرب معهم.. ولذلك لا ضير إذا ظلوا لا يعرفون بعضهم بعضا غائبين في الزمان والمكان بلا وجود.

قد يعجبك ايضا