البöبلöيوغرافيöة الصادمة ..!!
عبدالله الصعفاني
مقالة
* سامح الله الصديق عبدالكريم الرويشان الذي انتقل من منصب القائم بأعمال رئيس المركز الوطني للمعلومات إلى مستشار ربما لا يستشار..
* لقد أهداني إصدارا من النوع الذي لا يوازي بوصلته المعرفية إلا قدرته على أن يعصف بذهنك بالضربة الساحقة الماحقة حتى لا تعلم بعد علم شيء.. الإصدار يحمل عنوان « بöبلöيوغرافيöة الرسائل والأطروحات الجامعية المودعة لدى المركز الوطني للمعلومات «.
* وتخيلوا أنفسكم تتقلبون في كتاب ورقي مجمل عناوينه أكثر من عشرة آلاف رسالة وأطروحة تم إيداعها مكتبة المركز الوطني للمعلومات خلال الفترة من 1999 حتى مطلع 2013م .. وجميع هذه الدراسات صادرة من ثلاثين بلدا وتتناول قضايا الآثار والإحصاء .. الإدارة.. الإعلام.. الاقتصاد .. البيئة .. التاريخ .. الجغرافيا .. التربية والتعليم .. الدين .. الرياضة .. الزراعة .. السياحة .. الطب .. الاجتماع .. علم النفس .. العلوم .. السياسة .. الفلسفة ..القانون .. اللغة والآداب .. المحاسبة .. المعلوماتية والهندسة بالإضافة إلى كشافات مساعدة في البحث عن عناوين وباحثين ولغات وبلدان التخرج وسنوات الإقرار .
* هل يعقل أن اليمن الذي يحتل المركز قبل الأخير في البلدان العربية السعيدة يحتضن كل هذه الدراسات والبحوث ..معقول أن هذا البلد الذي يجتمع فيه الفقر والجوع والمخافة يضم في مكتبته كل هذه العناوين من البحوث العلمية ومع ذلك ما يزال داخل مثلث الفقر والجهل والمرض¿
* سأختار عناوين عشوائية لهذه الدراسات التي تناولت تفاصيل لو طبقنا خمسة في المائة منها لكسبنا قضية التطور ..فمن استراتيجية تسويق الأسماك إلى تطوير واقع عمليات إدارة الوقت ومن برامج الإصلاح الإداري إلى التسويق الإليكتروني إلى الفرص التسويقية للخضار والفواكه .. وإصلاح السياسة المالية .. آثار الديون الخارجية .. التخطيط للموارد البشرية .. الاستثمار .. سوق العمل .. الابتكار التسويقي.. المسؤولية الاجتماعية .. تطبيق إدارة الجودة الشاملة .. أثر الحوافز في الرضا الوظيفي.. إدارة الموارد المائية ومعالجة مياه الصرف الصحي.. محو الأمية .. المحاكاة الحاسوبية .. مقترح تدريس القراءة ومهاراتها .. واقعية الإنجاز لدى عمال المصانع في اليمن .. الحماية الجنائية للشيك في القانون اليمني .. إدارة جودة المياه في بحيرة سد مارب .. تهريب الأطفال وجرائم الصحافة والجرائم المضرة بالمصلحة العامة وحتى رصد سلوك الخرسانة وضبط الاستهلاك الكهربائي والنظام القانوني للمنازعات الانتخابية وقائمة العشرة آلاف دراسة تطول.
* خطورة هذا الإصدار أنه يكشف كم نحن مترهلون .. جامدون .. عابثون ونحن نتجاهل دراسات علمية لا أظنها أغفلت شيئا بل أنها تكفي لأن نكسب معركتنا مع التخلف لدرجة أنها لم تغفل مدى تمثل معلم التربية الإسلامية للقيم الخلقية وطاعة الأوامر الرئاسية غير المشروعة وأثر الأعمال في زيادة الإيمان ونقصانه واستخدام موجات ASP لمتابعة حضور وغياب طلاب المدارس.. ولم تستثن لا أثر مقلب الأزرقين للقمامة على المياه الجوفية ولا المشكلة البيئية في بني الحارث .
* وإذن لقد كال الباحثون اليمنيون مشاكل اليمن وسبل القضاء عليها شرقا وغربا شمالا وجنوبا أفقيا وعموديا وعمقا بصورة تفرض سؤال كل من يملك سمعا ما كل هذا الإنتاج العلمي والإنساني الذي يجري دفنه في بلد لا يحتاج العلم فيه للدفن في مقابر فردية وجماعية ¿
* هذه الدراسات والأطروحات علمية ولا علاقة لها بأي منتجات سياسية فاسدة على النحو الذي نمارسه وهي أحق في التحول إلى مشروع وطني يحتوينا جميعا .
* لا يمكن لليمن أن يتطور بهذا الأداء الحكومي الهزيل .. ولا يمكن أن ننهض بقوانين تمثل دور الحمل أمام المتنمرين وتمثل دور النمر أمام المستضعفين.
* أيها الوزير ..اقتنö نسخة من هذا الإصدار وستدلك بوصلته على كل ما يتعلق بوظيفتك ودور وزارتك والمؤسسات والمرافق التابعة لها .. إن في البلاد من عناوين البحث العلمي والدراسات الصائبة ما ينفع اليمن واليمنيين إذا ما أرادت هذه الحكومة والحكومات القادمة.
* ويا فخامة الرئيس.. إن في نفسي خواطر لا أستطيع إجبارها على الانصراف قبل أن أقول لك :
الأمر شاق عندما تكون بمفردك .. ولهذا قل لهم بحزم وحسم أن يقرأوا وأن يعملوا .. اقفز فوق الأحداث وإلا قفزت الأحداث علينا وعليك .