بين خطرين: (القاعدة) و(القائمة) !!

فتحي الشرماني


 - 
كل من يتحدث عن خطر الجماعات المسلحة على مستقبل هذا الوطن هو بالفعل يستوحي - بوعي أو بدون وعي - رؤية اليمنيين لمستقبلهم وإلمامهم اليوم بما يدار حولهم وما يراد لهم من شر.

Fathi9595@gmail.com

كل من يتحدث عن خطر الجماعات المسلحة على مستقبل هذا الوطن هو بالفعل يستوحي – بوعي أو بدون وعي – رؤية اليمنيين لمستقبلهم وإلمامهم اليوم بما يدار حولهم وما يراد لهم من شر.
اليمنيون ليسوا أطفالا أو بدائيين يعيشون في الأدغال حتى ينتظر منهم البعض أن يقبلوا بأي جماعة تحمل السلاح في وجه الجيش أو في وجه هذا المواطن أو ذاك, لمجرد أن هذه الجماعة المسلحة ترفع شعارات تحاول أن تطمئن بها المجتمع الدولي, لاسيما الدول الكبرى التي تقود الحرب على الإرهاب والتطرف.
إن القضية لا تحتمل كل هذه المغالطات والتفسيرات التعسفية التي تريد من اليمنيين أن يغضوا الطرف عن قتل جنود أبرياء في هذا الموقع العسكري أو ذلك بحجة أن ذلك الموقع المستهدف هو (آخر معاقل التكفيريين) أو هو (آخر معاقل الإخوان المسلمين) !!
يا أهل العقل والحكمة: إن من يستهدف اليوم ويقع ضحية ليس سوى جندي يعمل مع الدولة ويتسلم راتبه منها, وهو يرتدي زي جيشها, ووجوده في هذا الموقع أو ذاك أداء لواجبه, فماذا ذنبه حتى يواجه القتل في هجوم مباغت لا يختلف عما تقوم به جماعات القاعدة¿
لماذا تصر تلك الجماعات المسلحة على ممارسة الخلاف مع الخصوم عن طريق التنكيل بالجنود الذين يجسدون بتنوع لهجاتهم وثقافتهم وطبائعهم وحدة الوطن وتلاحمه وتواشجه¿ فالجيش هو جيش الوطن وهو رمز لعزة الوطن وقوته وصيانته .. فكيف لجماعات السلاح أن تتخذ منه عدوا تحكم عليه بالموت متى تشاء وتحت أي ذريعة تشاء¿
إن حبنا لوطننا لابد أن يدفعنا إلى أن نكون خصوما لكل من يستحل دم هذا الجندي المغلوب على أمره .. هذا الجندي الذي قبöل أن يسهر على حماية وطنه بدون مقابل يستحق الذكر, فليس سوى الشعور بالانتماء لهذا الوطن هو ما جعله يستعذب تحمل المعاناة والاغتراب عن أهله في سبيل حماية وطنه وحفظ أمنه, وفوق ذلك يجد نفسه هدفا للجماعات المسلحة, سواء (القاعدة) أو (القائمة).
والذين يدعون حب الجيش وتأييده عليهم أن يستمروا في التعاطف معه ضد أي جماعة ترفع السلاح في وجهه أيا كانت هذه الجماعة, وأيا كانت قوتها, فلا صوت يعلو على صوت الوطن وجيشه الذي هو صمام أمانه.

قد يعجبك ايضا