هكذا يكون عيدنا بالوحدة
خالد الصعفاني
..اليمن يحتفل بالذكرى 24 للوحدة الوطنية المولودة في 22 مايو 1990 م , وهو – أي اليمن – تثقله جملة من الآمال والأوجاع التي تتطلب إرادة وتعاطيا إيجابيا جمعيا يوصلنا جميعا ويوصل يمن الوحدة الى مصاف التطلعات التي كنا جميعا ناملها ونحلم بها ..
.. اليمن الموحد اليوم يقف على عتبة أكثر انحدارا وخطورة من سابقاتها وهذا يستدعي أن نتفق جميع قمة وقاعدة في اليمن على تجديد الولاء التام ليمن الثاني والعشرين من مايو 90م وأن نحدد أولويات المرحلة القادم وأن نجعل الأيدي تحرك عجلة التطوير باتجاه عقارب الساعة وليس العكس لأن ما نفعله اليوم هو جر لعقرب الساعة اليمنية تارة لليمين كما يجب بينما يتجاذبها آخرون لتتجه لليسار , وهذا يعني في المحصلة إما أن تبقى الساعة واقفة أو تراوح مكانها , أو أن ينكسر علينا العقرب فنصبح بلدا بدون ساعة .. حينها لا سمح الله سنكون جاهلين بالوقت ومقومات النهوض بالبلد وطرق إيجاد الحلول للملفات الشائكة التي نقف عليها اليوم ..
.. العيد 24 حل علينا ونحن نعاني جملة آلام إضافية على جملة سابقاتها, ورغم أننا حركنا عجلة التغيير , إلا أننا لا زلنا في البدء ولما نلامس الأكثر تعقيدا والأقوى نفوذا والأعتى حضورا من قوى سحب عقرب الساعة بعكس طبيعة ورغبة العقرب نفسه..
.. ويبدو رئيس الجمهورية راغبا في سجل توحدوي أكبر من وحدة ذي قبل لكن الأمر يحتاج منه جانبا من صبر أيوب وحكمة لقمان وحكم سليمان , لأن النافذين في الوطن لا زالوا في قمة شباب طمعهم في البلد وخيراته , ولا زالوا على طمع بأن يكون لهم جانب من كعكة هذا الشعب المسكين كما كان لهم دوما سواء كانوا في السلطة سابقا أو خارجين عنها .. هؤلاء هم أعداء التغيير الحقيقي وهؤلاء هم معركة الرئيس والشعب الحقيقية ..
.. احتفالات اليوم سكبت طيفها الحنون على كامل أرض الوطن كما نعتقد , ولم يعد لليمنيين اليوم من مفخرة وقيمة يتزين بها إلا وحدته وأحاديث مأثورة عن حكمته وإيمانه وباقي مجاملات عن أنه حقق ما لم يستطعه الاوائل ..
.. يوم الثاني والعشرين من مايو يوم التئام الجسد اليمني في بوتقة واحدة من جديد كما كان تاريخيا , لكن خطر المارقين والحاقدين والمتربصين لا زال قائما وينفخ فيه أبالسة الكفر باليمن النار من الداخل ومن الخارج .. هذا يعني أننا في معركة مفتوحة مع أعداء هذا الكيان الجميل الجامع إلى ما شاء الله وقدر لنا أن ننتصر ..
.. ورغم أنني أشترط لإنجاح مشروع الاقلمة تحضير دولة مركزية قوية البنية والبنيان , إلا أننا مطالبون جميعا بأن نكون أقرب إلى الأمل وأكثر تقربا من العمل ..
.. وأخرق عقلا وروحا من يعتقد أن انهيار اليمن الواحد سيكون تكريما له لأن السقوط لو حدث – لا سمح الله – سيكون كارثة حقيقية على الجميع ودون استثناء ..
أخيرا :
.. هذا عيدنا الرابع والعشرون , وهذا يمن الثاني والعشرين وبين هذين الرقمين أرقام كثيرة لأعداء اليمن الواحد وعلينا جميعا أن نضرب على أيديهم بيد ثقيلة واحدة دون تمييز إلا من ارعوى وعاد لجادة الصواب ..
.. هو عيد الأعياد فلنفرح به ولنفتخر بقيمه الكبيرة ومعانيه العظيمة .. يكفي أن التشظي مضى ولا يجب أن يعود .. والنزاع ظل فترة لكنه غادر ولن نسمح له أن يعود .. لكننا مع كل أحلام البلد مطالبون بعمل دؤوب وعطاء إيجابي ومستمر .. وبهذا فقط تكتمل جملة الفرحة وقصيدة الوحدة اليمنية ..