عقوبة عمود الكهرباء!!
د.حسين العواضي
> تمر الأحداث.. والمشاهد أمامك مثيرة غريبة كل يوم حدث ولكل ساعة مشهد وحين تفقد البلدان بوصلتها وحكمة عقالها تتلاحق بعنف هذه الأحداث والمشاهد.
> بعضها يلفت نظرك حتى انك لا تبصر الأشياء في مواضعها وبعضها يثير فضولك وأكثرها يكدر صفو عيشك ويجلب لك الحزن والضيق.
> هذا الأسبوع هناك ما يثير الانتباه ويستحق التعليق والتحليق في فضاء الكتابة مهنة التعساء والبؤساء والعجزة من الحالمين والعاطلين.
>لا يمر يوم دون أن تحاصرك الأخبار قد تقرأ خبرا سارا لكنه محاط بعشرات الأخبار المزعجة التي تجلب لك الصداع والغثيان.
> وأخبار على غرار تفجير أنابيب النفط وتخريب أبراج الكهرباء.. أضحت نمطية, مثل حالات الطقس التي يعلنها مذيع النشرة ألفها المشاهد وقد يدمنها ويستغرب أن غاب ذكرها ومنظرها.
> وطالما ظلت الدولة لينة في مكان وقاسية في مكان آخر فإن مثل هذه الأحداث والمشاهد لن تختفي وقد نرى ما هو أخطر.. وأسوأ مما ذكر أعلاه.
> الجديد المثير أن هذه المرأة ستدخل التاريخ من أوسخ أبوابه بتفجيرها لأنبوب النفط هذا الأسبوع.
>وقد تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية والأفعال القبيحة لأنه لا أحد يذكر أن امرأة فقدت صوابها ووقارها فطار عقلها لترتكب هذه الحماقة الشنيعة.
> خلاص عدموا الرجال أن تفجير الأنابيب وتحطيم الأبراج هواية يمنية ومهنة رجالية لا تستقيم وحشمة المرأة اليمنية ونفورها من تصرفات الشر والعدوان مهما لحقها من جور وضيم.
> هذا ما كنا نظنه ونراه لكن المرأة المفجرة كسرت القاعدة وحطمت قواعد الأصول والأعراف وتقاليد اليمنيين في الحضر والأرياف وأنتزعت نسبة النساء الكوتا حتى في التخريب وتفجير الأنابيب.
> والمفيد في الموضوع أن هذه القناة… تضع اليمن في قائمة الأخبار المثيرة… والأحداث الجريئة وكأنه ينقصنا هذا النوع من الأخبار التي تتصيدها وكالات الأنباء وتبعث بها إلى أنحاء المعمورة وبكل لغات العالم.
> فالنشرة المسائية في تلفزيون الصومال تذيع الخبر كعنوان رئيسي” خبة خرمة واخده.. تفجر واخد أنبوب بتاع خبه بترول يودي نفر يمني مسكين من التخرير إلى الصافية”.
> وفي الصومال يعرفون جيدا حارة الصافية فقد استغربوا ذات مرة كثرة اليمنيين المتواجدين فيها.. وفي مرة أخرى طالبوا بسفارة يمنية ترعى شؤون اليمنيين في هذه الحارة.
> ودعك من الصومال وأهلها المتحضرين.. حيث يتقاتلون في اليوم ثلاث مرات.. بعد الإفطار.. وبعد الغداء.. وقبل موعد العشاء لكنه لا أحد من المتحاربين يلمس عمود الكهرباء وإذا فعل مجرد اللمس فإن كل المليشيات ورجال الحرب والعصابات يقررون دون تردد نفيه إلى اليمن.
> وبالعودة إلى المذكورة أعلاه فإن اليمن تصبح مرشحا محتملا للفوز بإحدى جوائز مهرجان النساء القبيحات الدولي وهن النساء اللائي يرتكبن أفعالا من هذا الصنف والجائزة عبارة عن دراجة نارية لا فرامل لها.
> نحن نكتب ما نكتب ومرجعنا المصدر الرسمي الذي قرأنا له اعتذارين متتالين هذا الأسبوع الأول أن الطفل الشبواني الذي قتل في – ميدان السبعين – لم تكن له علاقة بتنظيم القاعدة والثاني أن الرجل الذي قتل في – جولة المصباحي – ليس إرهابيا وإنما ضيف سعودي مر في المكان الخطأ .. وفي التوقيت غير المناسب.
> وقد قلت ذات مرة أن هذا المصدر المبني للمجهول يمدد ولا يبالي وأن له تطلعات غريبة وعجيبة احداها أنه تم ضبط – حبوب منع الحمل – في المواقع التي هرب منها تنظيم القاعدة في أبين وشبوة¿
> لأنه إذا ثبت غدا أن المذكورة أعلاه فتاة قاصر عمرها عشر سنوات أو ظهر بعد غد أنه لم يكن لها ذنب في هذا التصرف المشين المنسوب إليها فإن العذر واجب والاعتذار فضيلة والحجة على المستعجلين.
> هذا حدث .. وذاك مشهد ولا تزال الأيام اليمانية حبلى بالمشاهد والأحداث وكل ما نتمناه أن تكون أحداث خير ومشاهد سلام لا طوابير فيها ولا ظلام.