صوابية القرار ونبل المقصد
حمدي دوبلة
القرار السياسي بخوض المعركة المصيرية مع قوى الشر والإرهاب ووضع حد نهائي لأنشطتها التخريبية واستئصال هذه الآفة الخبيثة من الجسد الوطني كان قرارا حاسما وجريئا وعكس إرادة صلبة ونظرة ثاقبة لقائد التحول وربان مسيرة التغيير في هذه البلاد المثقلة بالأعباء والمعضلات.
لم تكن الحرب على الإرهاب وقواه الشريرة ترفا أو استعراضا للعضلات وتنفيذا لإملاءات خارجية كما يحاول البعض تصويره بل كانت ضرورة ملحة وخطوة لازمة قبل مباشرة إرساء البنيان السليم ووضع أسس مستقبل تعول عليه الأمة الكثير لتحقيق أمانيها المشروعة وتطلعاتها المؤجلة.
لقد أثبت الرئيس هادي وهو يتخذ قراره التاريخي الشجاع بل ويقود المعركة على الإرهاب تمتعه بمهارات قيادية عالية وحنكة سياسية من الطراز الرفيع إذ يبقى الحديث عن المستقبل في ظل وجود كيانات التطرف وتنامي أنشطتها على الأراضي اليمنية كلاما نظريا يستحيل تطبيقه على أرض الواقع بل ويندرج في خانة الكذب على النفس ومغالطة الآخر.
بالطبع هناك الكثير من التحديات الكبرى والمشكلات المستعصية الناتجة عن تراكمات سنوات طويلة من الأخطاء والخطايا في حق هذا الوطن وأبنائه غير أن الإرهاب يظل على رأس قائمة المحن والبلايا فهذه الظاهرة الخبيثة والوافدة إلى أرض اليمن والعابرة للحدود كما يقول الرئيس عبدربه منصور هادي خلال لقائه بالأمس رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي بصنعاء باتت تمثل خطرا كبيرا وشرا مستطيرا يتهدد أمن المنطقة والعالم وعليه فإن قضية اجتثاثها نهائيا تمثل لليمن على وجه الخصوص إحدى ضرورات ولوازم الخروج من أتون الأزمات وعاملا أساسيا لإنجاح مسيرة التحديث والتغيير واستكمال مشروع اليمن الكبير في بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق العيش الكريم لجميع أبنائها.
ولعل المتابع الحصيف ليوميات وتفاصيل المعركة الدائرة بين أبطال الجيش والأمن وجحافل الإرهاب في مختلف مناطق محافظتي أبين وشبوة يلاحظ مدى خبث عناصر الإرهاب وحقدهم على اليمن وشعبه ونقمتهم عليه والتي تتجسد من خلال ما يعثر عليه المقاتلون في مواقع وأوكار الإرهابيين بعد انهزامهم وتقهقرهم عنها من سراديب ومعامل وأسلحة ومعدات تفجير وتفخيخ للسيارات وغير ذلك من أدوات القتل والدمار والتي تفصح عن حجم المؤامرة ضد البلد وأمنه واستقراره ومقدرات ومكتسبات شعبه المسالم..ناهيك عن هويات القتلى في صفوف الإرهابيين ممن ينتمون إلى مختلف بقاع العالم حيث تداعوا إلى اليمن لضرب حاضرها ووأد أحلام أبنائها في مستقبل أفضل قبل ولادتها وإجهاض أي مساع للتحديث والتغيير والإصلاح في هذه البلاد التي لم يسئ أبناؤها لأحد عبر مختلف العصور والأزمنة لذلك سينتصر اليمنيون لإرادة الحياة وقيمها الإنسانية العظيمة وستنهزم قوافل الشر والطغيان وستولي الأدبار وهم صاغرون.