النائم

محمد المساح


 - ليست مشكلته أنه لا يفكر جيدا وأنه لا يعرف كيف يستخدم عقله¿ كلما في الأمر أنه يفكر جيد جدا.. ويستخدم عقله ويشغله بكامل الطاقة وإلى أبعد مدى.. وهو لا يختلف عن غيره ي

ليست مشكلته أنه لا يفكر جيدا وأنه لا يعرف كيف يستخدم عقله¿ كلما في الأمر أنه يفكر جيد جدا.. ويستخدم عقله ويشغله بكامل الطاقة وإلى أبعد مدى.. وهو لا يختلف عن غيره يرقد نومه كاملا وينهض ككل عباد الله.. ينقم من هنا.. مثل الدجى.. المهم أن تتوفر اللقمة والعافية بخير.. يعرف بالتأكيد وبالطبيعة والسليقة أنس الحياة صعبة وتتصعب كل يوم برغم كل هذه المزايا الحميدة والله لا ينسى عباده الطيبين.. يظل معرضا لتلك القفزات الفجائية والتي تعتريه في أوقات متفرقة وتأتيه جالسا يكون أو سائرا في الطريق.. تأتيه فجأة تلك القفزة بدون مقدمات.. يقفز أحيانا وهو في غب النوم وأحيانا وهو في حالات الاستغراق الكامل في مشاغله وهمومه.. تقول له: حالات صرع.. أعصاب.. وعلاجها سهل اذهب للدكتور: حينها يحملق في وجهك لا يصدق أن تتلفظ بمثل هذا الكلام.. تبدو ضحكة ساخرة ترتسم في وجهه.. يستمر في الحملقة نحوك.. ثم تتراجع تلك الملامح الساخرة من وجهه.. وبكل تهذيب يطلب من صاحبه صاحب النصائح أن يتركه وشأنه ويذهب بعدها يقلب في كتبه الصفراء يتصفح هنا وهناك.. حتى يصل إلى “البرهوتية” ينسخها يعيد كتابتها المرة بعد المرة.. وخلالها يرسم ويشكل أو فاق المحبة والكراهية يخرش ويربط.. يستدعي أصحابه من الجن.. يقيد من يريد ويطلق من يريد.. يصيبه الضجر.. ويسأم من عزلته ووحدته مع شياطينه وأشباحه.. ويعود وقد علت وجهة ابتسامة راضية وبشاشة عجيبتين.. نبادره بالسؤول: كيف الحال¿ أتوصلت كما وعدت.. بمساعدة الجن أصحابك.. وبأوفاق الخرافة إلى حلول للدنيا والعالم¿ يضحك بملء فمه..ويضع سؤاله العجيب: أيستيقظ الغافي على هامش العالم¿

قد يعجبك ايضا