عبدالقادر سعيد …

عبد الرحمن بجاش


ويأتي يوم 18 مايو ككل الأيام, ما ميزه فقط ربما استمتاعي بلا حدود بثلاث مباريات أبرزها وأهمها اتلاتيكو الذي أثبت أنه بالإمكان بشيء من الجدية أن يكون الآخرون كبارا !!! , بمعنى ان الصينيين حين قالوا بأن القمة ليست مدببه بل ففيها متسع لمن يستخدم إرادته فقد كانوا ولا يزالون محقين , لذلك يبدو أن الحكمة صينية, لأن الحكمة لو كانت وظلت يمنية لكان الحكماء على الأقل ذكروا بأن يوم أمس كان الذكرى السنوية لغياب (الخصم النبيل) أو (أنبل الحزبيين) كما وصفه ليس رفاقه – فخبازه لا تحب خبازه – بل خصومه ….وأصدق الوصف حين يصف محاربا وبسمو خصمه العنيد والنبيل في ميدان المعركة , ولذلك تجد الشرف العميق دائما في تعامل الجيوش ببعضها فلا يهان الخصم أبدا وانظر حين يستسلم جيش في معركة فترى خصمه يؤدي التحية لعلم الخصم برغم كل الدماء والألم والعذاب, لكنها معارك إرادات على كل حال ….عبد القادر سعيد أحد المقاتلين النبلاء ممن لم ينهزموا في أي معركة لسبب نبيل انه كان حكيما كشخص يقرأ الواقع بتمعن ويدرك حجم ومساحة التخلف التي مددت كما أبو حنيفة ولم تبالي بشعب لا يزال التخلف يدق أبوابه وتستفيد منه النخب الناهبة أو الشقاه أولئك الذين حتى إذا ردوا عليك السلام عادوا وطالبوا بالأجرة !!!, لذلك يكون السؤال: كم هو حجم الأجرة التي علينا دفعها وكم هو الوقت الذي علينا فيه أن نظل ندفع, فيم عبد القادر سعيد دفع حياته ثمنا لواقعيته حين تعلق الأمر بالواقع, لم يذكر أي ممن عاصروه انه كان نزقا أو صاحب شعارات جوفاء أو قافز إلى الواقع إلى حيث تتكسر الأرجل, لأنه ببساطه ظل يستخدم رجليه ليصل بهما إلى حيث بسطاء الناس, يراهم, يستمع إليهم, يقرأ الحلم في وجوههم, ويدرك يوما عن يوم أن على من يريد التغيير أن ينطلق من الشارع اليمني وليس من كتب ألفت لشوارع أخرى !!!, ويوم أن قالوا بالكفاح المسلح طريقا للتغيير قال هو بكفاح العقل طريقا أكثر أمانا وموثوقية للوصول إلى تحقيق حلم الإنسان (الدولة), والتي لا يزال يبحث عنها إلى اللحظة , وعبد القادر سعيد كما كل الكبار في العوالم المتخلفة لا بد أن ينسى أو أن يظل في الزاوية كما هي رغبة ونضال النخب المستفيدة من كل المراحل وتلك التي تغير مواقعها حسب الطعم الجديد لأي وضع ينظر إليه دائما بعين الربح والخسارة وليس ما يحقق من طموح الناس وهو حلمهم الموؤود بسبب الشقاه من حولوا الأوطان إلى مجرد أرصدة بنكية وصور في الشوارع يخدع بأشكالها البسطاء ليس لها مضمون وبلا عمق, إن عبد القادر سعيد يظل ملهما للناس الحقيقيين برغم تعبهم في أن المستقبل سيكون لهم أن هم أدركوا قوة إرادتهم المعطلة بفعل الهم الذي يطحنهم كل لحظة كما هي الكهرباء عنوان اللحظة تذهب وتأتي وتأتي لتذهب, وكأنها تذكرني بحقيقة ما نعيشه ويفترض أن يكون دافعا لنا لشحذ الإرادة لنصل إلى الدولة وبعدها الديمقراطية إن أستطعنا, فالمهام والهموم كبيرة إلى درجة الإحساس بالعجز إزاء متطلبات الواقع الآن والقادم منه طالما ونفس القوى لا تزال هي التي تقرأ وهي التي تهيمن وهي التي تجدد تحالفاتها مقابل من ينتظر أن يكونوا كذلك قادة للفعل لكنهم مغيبين لا يدرون أين يذهبون ما يجدد الدعوة لاصطفاف جديد مقابل اصطفاف الدواوين التي تعمل فقط على قتل كل محاولة للسير في الطريق الصحيح منطلقة من مصالحها الأنانية الشخصية التي لم تعر للمصلحة الأشمل أي إعتبار بدليل أنها أكلت الأخضر واليابس, وقتلت كل الرؤى ووأدت بوادر مشروع ظهر حتى إختفى, وتناضل كل لحظة في سبيل ألا يرى النور بديلا له, هي دعوة الآن باسم عبد القادر سعيد لقواه الحقيقية أن تلتئم من جديد بدمائها الجديدة إذ أن الدماء التاريخية لم تعد قادرة على التدفق في شرايين الفعل , فهل نرى عبد القادر سعيد مرات أخرى ¿¿¿

قد يعجبك ايضا