الأكثر حضورا …

عبد الرحمن بجاش


لا ادري كيف ولم ورد إلى خاطري !! , هل لأن عيني هذا الصباح تكحلتا بعبد القادر سعيد ¿¿ فصار كل ما أمامي لونين لا ثالث لهما والأحب إلى نفسي الأخضر والأبيض , هل لأنني بحاجة إلى دفق من النبل أسمو به على ضعف النفس لأعلو وأصير كبيرا كشجرة مثمره لا تأتي إلا بالثمر الناضج والزاكي ¿¿ هل لأننا بحاجة إلى السمو في هذه اللحظات العامة تغطي مساحة أحوالنا تزرع الزرعة فتنتج السبول والمحاجين ومشاقر لخدود الجمال !! , هل لأن بعض الصفاء مطلوب لهذه اللحظات الاستثنائية زادا للسفر الطويل الذي لا تدري أين وكم عدد محطاته ¿¿ , المهم انه ورد في اللحظة المناسبة وأنا أتذكره في كل جلسة إلى حسين محمد عبد الله عبد الإله الاغبري الرجل النبيل هو الآخر والكفاءة العالية زعيم حزب النبلاء ( خليك في البيت ) , وأنا أسلم على روحه كلما تواصلنا وصديقي الشاعر الكبير حسن اللوزي فأحس به يتنهد على صاحبه , صاحبنا , صاحب الجميع , الذي يحل معي , معنا , مع كل الناس كلما ورد الآخر احمد الشبيبي الأستاذ الذي له في كل نفس بيتا عامرا لا يفارقه طول المدى وأي مدى , هل يحضر عبد الرزاق الرقيحي إلى العين والنفس والروح وكل الملكات كلما استعرضت المظلومين فأرى في المقدمة علي الاسدي المظلوم مرتين , ذلك الفنان الذي احترم نفسه وانضم إلى حزب المظلومين وما أكثرهم , فلا نكاد نراه إلا نسمة عليله تسقي الظمأ …وإن لم يعجب هذا من لا يعجبهم العجب ….ما علينا ….,, يتكرر ظلم هذه البلاد كالمسلسل الذي لا تنتهي حلقاته كلما فقد نبيل , ويوم, وساعة, ودقيقة إن فقدنا الرجل الشهم المؤدب المثقف أيقنت أننا قادمون على لحظة بل لحظات سنتمنى فيها كل ذرة من عمر إنساني نبيل مر من الديار , لنكتشف أن مساحة الجمال, النبل, السمو, الرجولة, تنكشف كل لحظة بقدر فقدان الرجال الرائعين ,,,,كان الرقيحي أحدهم بل كبيرهم ولا يزال الأكثر حضورا , ويكفيني أنني موجود بينه وبينه, بين كتاب وكتاب , كنت أعرته كتيبا صغيرا لم أتذكر عنوانه وأتمنى ألا أتذكره ولا أريد استعادته فيكفي انه بين كتبه ملجأ لروحي كلما افتقدت اللحظة التي إليها اركن أنفاسي اللاهثة فأرتاح على كتفي النبل أحس بإنسانيتي فأعود أكثر ألقا !!! , وكلما أعدت الرجل أمامي في الليالي التي يضيء سماء نفسي ضوء القمر يحل بديلا عن ضوء الإنسان تضاء سماواتي فاعلو حتى الذرى , أتذكر عجوز سوق الملح وقد جلست إلى باب دكانته كلما اجتاح الاحباط عوالمي ( تخيل نفسك هناك فوق السحاب انظر إلى الأسفل سترى من على ظهرها كل الصغائر والصغار وتكبر ) , وهاأنا بعبد الرزاق ومن على شاكلة نفسه السامية أعلو وانتصر ليس على أحد بل على نفسي التي لا اسمح لها أن تنهزم ….ويا عبد الرزاق وروحك في السماوات العلى نعدك يا صاحبي أن نكبر كلما ازداد الصغار صغرا…..عليك سلام الله .

قد يعجبك ايضا