الحرب على الارهاب ليس وجهة نظر

احمد الزبيري

مقال


الشعب اليمني محتاج للخروج من أوضاعه المأزومة والتي تزداد سوءا الى الأمن والاستقرار لاستكمال تسويته السياسية لإنجاز تنفيذ وثيقة مؤتمر الحوار الوطني وللقوى السياسية والحزبية مصلحة حقيقية في كل هذا وبالتالي المفترض أن تعمل جميعها مع التوجهات التي يقودها رئيس الجمهورية وتنفذها المؤسسة الدفاعية والأمنية ضد الارهاب لا سيما في محافظتي ابين وشبوة ومعهما جنب الى جنب اللجان الشعبية من هاتين المحافظتين وأهمية مشاركة تلك اللجان ليس فقط لأنها تساهم بفعالية في المواجهة المسلحة ضد العناصر الارهابية وإنما الأهم هو في أن ذلك يعني افقاد تلك العناصر الاجرامية الدموية الظلامية لحاضنها الاجتماعي ويتجسد هذا في الانتصارات المحرزة ميدانيا لتعود الكثير من المناطق الى حضن الدولة .
طبعا المطلوب لتسييج هذا الانتصار ينبغي على الدولة أن تعمل في حدود الممكن على الحد من الاسباب والعوامل الموضوعية التي أدت الى استفحال ظاهرة وجود العناصر الإرهابية في تلك المناطق وبطبيعة الحال على مستوى اليمن كله.. نقول هذا مع ادراكنا أن هناك اسباب ذاتية تتعلق بدور بعض القوى والاطراف السياسية المباشر وغير المباشر في استفحال الارهاب وتمدده اعتقادا منها أن ما يجري على هذا الصعيد يخدم اجندتها ويحقق اهدافها وهي بكل تأكيد مخطئة بل أن العكس هو الصحيح أن اعادت قراءة ما مر ويمر به الوطن بصورة متجردة من أية نوازع ومصالح ضيقة وستكون اكثر عمقا اذا وسعت زاوية الرؤيا الى مجريات متغيرات مسارات الاحداث في محيطنا الاقليمي والعربي وفي فضائنا الدولي.
وحتى لا نستغرق في التركيز على المواجهة مع الارهاب كظاهرة معزولة عن ما يجري من أعمال تزعزع الامن والاستقرار ولعل في هذا المنحى تأتي الاعمال التخريبية التي تطال منشآت الطاقة الكهربائية المتواصلة والمستمرة كإجراء عقابي إجرامي للشعب اليمني كله وكذا تفجير انابيب النفط ملحقة اضرارا فادحة بالاقتصاد الوطني الضعيف والهش وحرمان الخزانة العامة من ملايين الدولارات ان لم تكن مليارات وهو مورد أساسي وحيوي استراتيجي للدولة لتفي بالتزاماتها خاصة في هذه الفترة الدقيقة والحرجة.. وإذا ما نظرنا الى مثل هذه الأعمال التخريبية المتعمدة وما يقدمه مقترفوزها من مبررات وذرائع واهية لا يقبلها العقل مع ما يصاحبها من اختفاءات مفاجئة لمواد الطاقة النفطية من السوق يظهر لنا بوضوح ان هناك من يسعى جاهدا الى خلط الاوراق والحيلولة دون ايصال التسوية السياسية الى غايتها.. نحن لا نتهم ولا نريد طرفا بعينه لكن لا نستطيع ان نغض الطرف عن الخطاب السياسي والإعلامي لبعض القوى تجاه ما يتعرض له بلدنا من ارهاب وتخريب وتغول غير مسبوق للفساد وبصورة تتعارض مع ما كان يأمله ويتطلع اليه اليمنيون من تغيير في واقعهم المأزوم الى الافضل سياسيا واقتصاديا وامنيا.. فالحرب على الإرهاب لا مجال فيها مطلقا لاعتبارها وجهة نظر او موضوع للمماحكات والمناكفات السياسية ومرفوض وأي تشكيك مهما بدى بسيطا ومموها يضع امام اصحابه علامات استفهام كبرى .
وهكذا فان الحرب على الارهاب والتخريب والفساد يجب ان تكون معركة كافة ابناء هذا الوطن مواطنين واحزاب ومكونات دينية اجتماعية سياسية اعلامية اقتصادية لأن الانتصار فيها انتصار لليمن الشعب والوطن ..انتصار لحاضره ومستقبل اجياله القادمة.

قد يعجبك ايضا