أنت عهد عالق في كل ذمة
علي أحمد عبده قاسم

شطر من بيت في النشيد الوطني طالما رددناه باستهلاك وبرسوخ “أنت عهد عالق في كل ذمة” أنت يا يمن أنت يا وحدة اليمن وإذا كانت اليمن والوحدة بهذا التلازم والترابط المجيد الممجد في نفوسنا فإن ما يشغل بالي ويكاد يقضي علي تأرجح بعض ولاءات السياسيين مرة يقولون الولاء والانتماء للأرض والإنسان والفكر وأخرى لا يأبهون لأي ولاء وانتماء بل إن البعض لا مبدأ لديهم كما أظن أن المصلحة السياسية هي الميزان الذي يسيرون عليه ويتجهون باتجاهه ويعتنقون مبادأه وليس غير المصلحة السياسية أي قيمة أو مبدأ وإلا فأين يذهبون من “أنت عهد عالق في كل ذمة” بوصف ذلك مبدأ وقيمة أخلاقية ووطنية يسيرون وفق نهجها ويعملون بكل ما لديهم من جهد وإخلاص حتى يحقق لهذا الوطن الاستقرار.
لست آسفا على شيء إلا المناداة بشعار المستقبل والأجيال القادمة لأن ذلك لم يعد متواجدا أو حتى له أثر في حياة سياسية اليوم باعتبار أن المستقبل وحقوق الأجيال القادمة هو محصور وحكر عليهم ومن غيرهم لأن شطر البيت “أنت عهد عالق في كل ذمة” ما هو مرحلة من مراحل الخطاب السياسي الذي كان يؤسس ويرسخ لمصالح أولئك السياسيين وعندما أدى المبدأ فترته ومبدأه سواء نجح أو أخفق رمى به السياسيون في سلة المهملات ولكن عبدالله عبدالوهاب الشاعر الوطني الكبير ما يزال هو ومبدأه راسخين في أجيال حية وأجيال قادمة تقف في الطوابير واضعة يدها فوق قلبها مؤكدة إن الوطن في القلب وإنه عهد يحملونه في أعناقهم مادامت بهم الحياة وما استمر بهم نبض بعيدا عن أمزجة السياسيين وتنظيرات المنظرين لأن نظريتهم الواقع ومبدأهم اليمن وثقافتهم الولاء والانتماء ولا مصالح لهم إلا مصلحة اليمن العليا مهما أثخن الوطن بالصراعات ومهما تكالب عليه الضعف وسيظل “أنت عهد عالق في كل ذمة” مبدأ لن تحيد عنه الأجيال حاضرا ومستقبلا.