من تجاربهم الإعلامية
حسين محمد ناصر
لم تعد نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية مقبولة السمع والمشاهدة بشكلها القديم الذي كان سائدا في حقبة زمنية مضت ولم يعد المستمع والمشاهد مستعدا لقضاء بعض من الدقائق مع لغة إخبارية محبطة لا تقدم له الجديد في العرض والتحليل ولا تقدم له معلومة جديدة في إطار ما تصدت له من المهتمين المراد أن تقدمها في محتوياتها.. المعلومة الخبرية.. واللغة السليمة.
فضائيات اليمنية أرادت على خجل.. أن تساير فضائيات العالم في طريقة تقديمها للنشرات الإخبارية فلم تستطع تقديم القليل من النجاح حتى!! ذلك لسبب بسيط وعظيم في نفس الوقت.
بسيط لأنه ممكن التنفيذ والتحقيق واحتلال موقع طيب في هذا المجال وعظيم لأهميته الكبيرة.. والشروط أداؤه وتطبيقه على الواقع.. وما يتطلب ذلك من تأهيل وإعداد واستعداد نفسي للاندماج في عمقه وبالتالي الوصول إلى الغاية المنشودة المرجوة
فضائياتنا.. ظنت أن مسألة مجاراة وتقليد نشرات الآخرين لا تتطلب سوى وجود ضيف وعدة أسئلة.. أو اتصال يتم منتصف النشرة مع محلل سياسي!! هكذا!! وحتى مذيع المناط به هذه المهمة سرعان ما يبدو للمشاهد عدم جاهزيته من خلال الارتباك الملحوظ عن التحدث مع ضيفه أو الاتصال الذي أجراه مع ضيوف آخرين خارج الاستديو.
وهذه هي مشكلتنا دائما.. نريد أن نكون كالآخرين دون أن نتخذ الإجراءات أو نحقق الشروط اللازمة أو نهيئ للأمر بصورة دقيقة ومسبقة.
ما يجري اليوم هو أن يفاجأ رئيس تحرير النشرة أو مدير الأخبار المذيع المكلف بتقديمها بمادة إخبارية تتضمن أسئلة لشخص ما على المذيع أن يوجهها له عند قراءته لخبر ما أو أثنائه!!
لكن.. ماذا أعدت القناة من ترتيبات مسبقة لتعليم وتدريب المذيع على هكذا فقرة (أسلوب) وتحول جديد في أداء نشرته¿!
هل عقدت دورات تدريبية لمذيعي الأخبار¿ أو لمشرفي الدوائر الإخبارية¿! وللفنيين أيضا الذين لا يراهم المشاهد ولكنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في تقديم النشرة بصورة ناجحة.
إن العمل على تغيير الأسلوب الجاري والمتبع حاليا في دوائر الأخبار في القنوات الفضائية مهم كثيرا وعلى ضوء ذلك ونتائجه يمكن لها أن تحتل مكانة جديدة في إطار اهتمام المتلقي وهناك الكثير من التجارب التي يمكن الاستفادة منها بهذا الشأن.
وتقول الإعلامية خديجة بن قنة: من خبراتي المتواضعة في تقديم الجولات الإخبارية المطولة تعلمت أن التحضير للمقابلة يختلف باختلاف طبيعة الضيف ذلك أنه إذا كان الضيف مراسلا للمحطة أي من أسرة القناة وجب التنسيق معه مسبقا إلا في حالات الأحداث الطارئة والمفاجئة التي لا يكون فيها مجال من الوقت يسمح بذلك.
والهدف هو تحديد الغرض من المقابلة حتى يكون المراسل على علم بموضوعها بمحاورها وليستفيد المذيع أيضا من المعلومات التي بحوزة المراسل ويكون نتاج ذلك مقابلة مركزة من حيث الوقت والمضمون.
وتقول: بالنسبة للوقت يجمع خبراء الإعلام التلفزيوني أن الإطالة في المقابلة الإخبارية التلفزيونية يقتل روح المقابلة ويحولها إلى مادة إذاعية وهذا الخطأ أن تم فليس إلا من أجل ملء النشرة وحشوها لتستوفي شروطها الزمنية على حساب النوعية.
وهذه الشروط التي تتحدث عنها هذه الإعلامية المعروفة للأسف غير متوفرة ولا يعمل بها في فضائيات بلادنا بل إن بعضها يتعمد إلى الزج بوجوه جديدة غير مدربة وغير مجربة ويناط بها مسؤولية (مهمة) تقديم النشرات باعتبار ذلك لا يشكل أي خروقات للمهنة الإعلامية في القناة!!
بينما ترى مذيعة قناة الجزيرة (أن تقديم النشرات الإخبارية ليس مهمة سهلة للغاية كما يعتقد البعض والتحكم في أدوات إتقانها من لغة قوية وصوت قوي وحضور ليس أمرا متوفرا عند كل مذيع).
ولهذا (نجد أن مقدمي برامج مشهورين ومرموقين وناجحين ليسوا بالضرورة مقدمي أخبار ناجحين والعكس صحيح أيضا)!!
أما الإعلامي مهند الخطيب فيرى: أنه ينبغي على مقدم الأخبار والبرامج الإخبارية أن يكون مطلعا على مجريات الأحداث من خلال متابعة نشرات الأخبار في عدد من المحطات وقراءة الصحف والمجلات والمقالات بشكل مستمر بحيث يكون قادرا على التعامل مع أيه طوارئ قد تحدث أثناء قراءته للأخبار بل واضطلاعه بمهمة تصحيح أية كلمة أو فقرة خاطئة أتت في سياق خبر ما!!
أكتب هذه السطور وأنا أشاهد مذيعا يقرأ أمامي نشرة للأخبار من شاشة فضائية شهير و ألاحظ طريقة تقديمه لها نبرات صوته نظراته وألمس تركيزا ذهنيا لا يأتي به إلا إعلامي محترف لديه خبرة كبيرة في هذا المجال وخبر المهنة واعتنقها كرسالة نبيلة ع