بشرى خير لسكان العاصمة
ناجي عبدالله الحرازي

ناجي عبدالله الحرازي –
الإعلان عن اعتقال بعض العناصر التابعة لتنظيم القاعدة في صنعاء ثم الإعلان أيضا في نفس اليوم عن ملاحقة وقتل من يعتقد أنه المسئوول عن تدبير وتنفيذ عمليات خطف وقتل أجانب في العاصمة وأحد رفاقه إضافة إلى جرح ثالثهما مؤشر جيد على أن الجهات الأمنية المسئولة عن تأمين المدينة بدأت تؤدي عملها كما يتوقع الناس بعدما أوشك الإحساس بحالة انفلات أمني غير مقبول على دفع الناس لحالة من فقدان الأمل.
وإذا أستمر هذا الجهد الذي لابد أن يتواصل ليلا ونهارا إلى أن نتعرف على من دبروا و نفذوا جرائم القتل التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الفترة الماضية بحيث ينالوا جزاءهم العادل سيصبح بإمكاننا حينئذ أن نقول بملء أفواهنا أننا بدأنا نشعر بالأمان .
حينها سيفكر من ستسول له نفسه الأمارة بالسوء ارتكاب أية حماقة من هذا النوع ألف مرة في العواقب وسيخشى أن يناله نفس المصير.
ذلك أنه لم يعد مقبولا وقد قررنا تطهير محافظتي شبوة وأبين من مسلحي القاعدة وتابعنا ومازلنا نتابع الحملة المباركة التي يخوضها أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية أن تشهد العاصمة صنعاء حوادث إرهاب غير متوقعه يذهب ضحيتها مواطنون وأجانب.
فإجراءات الأمن المشددة والمفروضة في أنحاء المدينة ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان وحول الكثير من مساكن قادة البلاد المدنيين والعسكريين يجب أن تجعل سكان العاصمة يشعرون بالأمان .
ولا يجب بعد اليوم أن نكتفي بالاستماع إلى مزيد من عبارات الإدانة والاستنكار من هنا وهناك وحتى من مجلس وزرائنا الموقر الذي استنكر بشدة حادث الاعتداء الإرهابي الغادر والجبان الذي استهدف مواطنين فرنسيين في أمانة العاصمة ونتج عنه مقتل أحدهم وإصابة آخر.
كما يجب ألا نكتفي بمجرد التأكيدات بأن الحكومة اليمنية ستقوم بمتابعة مرتكبي هذه الجرائم حتى يتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة دون أن يتبع هذه التأكيدات شيء ملموس كما تابعنا قبل يومين .
المشكلة أن هذه الجرائم الإرهابية لا ترتكب في مناطق نائية بعيدة عن نقاط التفتيش وإنما في شوارع رئيسية وفرعية غير بعيدة عن أعين رجال الأمن وحتى عن أعين شهود العيان ممن لا حول لهم ولا قوة.
والمشكلة أيضا أن نقاط التفتيش هذه التي تنتشر في معظم شوارع العاصمة الرئيسية يفترض أنها توفر الحد الأدنى من السيطرة على انتشار السلاح في البلاد وبالتالي الشعور بالأمان للناس خاصة أولئك الذين لا يرغبون في حمل السلاح مهما كان السبب ويعتقدون أن واجب الجهات المختصة حمايتهم .
تواصل الحملة الأمنية وحرص الأجهزة المعنية على أداء واجبها في تعقب وملاحقة من لا يروق لهم استتباب الأمن والاستقرار في بلادنا وتقديمهم للقضاء يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة من تاريخنا بحيث لا يقتصر الأمر على مطالبة الجهات الأمنية فقط أن تقوم بواجبها بل أن يحرص كل سكان العاصمة على أداء دورهم وعدم الاكتفاء بموقع “شاهد ما شفش حاجة”!.
وإذا تضافرت جهود الجميع فلاشك أننا سنرتاح قليلا من القلق بشأن الوضع الأمني الذي تردى إلى درجة غير مقبولة خلال الفترة الماضية ثم نتجه باطمئنان لحل مشاكلنا التي لا حصر لها ثم مناشدة العالم الوقوف معنا وقد أقنعناه بأننا نستحق المساعدة.